عيش العديد من مناطق البلاد هذه الأيام حراكا سياسيا محموما حيث تسعى كل مجموعة وأحزاب لإبراز حجمها وعرض مؤهلات مرشحيها للفوز بتزكية الأحزاب للتشريح للمناصب البرلمانية والبلدية.
بلدية القدية عاصمة المركز "القدية" بولاية تكانت تشهد هذه الأيام استقطابا سياسيا حادا تتنافس فيه لائحتان للفوز بمنصب عمدة البلدية، ولعل ما يميز الحراك السياسي في القدية أن أحد طرفيه ينتمي للمعارضة الراديكالية ويسعى هذا الطرف حسب بعض المراقبين إلى فرض إعادة انتخاب العمدة الحالي للقدية رغم أنه أمضى سنين عديدة في هذا المنصب دون أن يضيف جديدا لهذه المدينة حسب العديد من سكانها، وفي المقابل هناك لائحة ثانية تحظى بدعم شرائح واسعة من سكان البلدية داخل القدية والقرى التابعة لها، كما تتسم هذه اللائحة التي يتزعمها مدير في مفوضية الأمن الغذائي هو محمدو ولد مني بتنوع في تشكيلتها حيث تم فيها تمثيل المجموعات القبلية الأخرى في البلدية التي تزكي وتدعم ترشيح ولد مني باعتباره أحد أبناء تكانت ومشهود له بالاستقامة المهنية والأخلاقية.
و تشهد مدينة القدية هذه الأيام توافد العديد من المواطنين للتسجيل في الإحصاء الانتخابي وتقوم كل مجموعة بحشد مناصريها من خارج المدينة، بل إن المجموعة التي ينتمي لها العمدة الحالي للقدية استجلبت مواطنين من خارج ولاية تكانت في محاولة لترجيح كفتها بالنظر إلى أن معظم سكان بلدية القدية يدعمون اللائحة التي يرأسها ولد مني الذي تشير المعطيات إلى أنه أوفر حظا للفوز بعمدة البلدية ويعتبر انتخابه تجديدا لتطبيقه السياسة في هذه المدينة التي ظلت لردح من الزمن تحت سيطرة مجموعة معينة باتت اليوم مهددة بقوة بفقد سلطانها بسبب بروز طيف سياسي صاعد يمثله محمدو ولد مني بتحالف قوي مع المجموعات القبلية الأخرى بالمنطقة.