حمل التعديل الوز اري الأ خير رسالتين بارزتين الرسالة الأولى للداخل أما الرسالة الثانية فللخارج : فيما يتعلق برسالة الداخل تتكون من شقين :الأول منهما خاص بساكنة انواكشوط وهو أن الحكومة تعترف با لتقصير بل بالفشل في مواجهة المع اناة والضرر الذي تسببت به الأمطار مؤخرا ولحق بجل أحياء العاصمة , وكتعبير عن هذا الشعور وإحساسا بالمسؤولية بادرت الحكومة ساعات بعد زيارة الوزير الأول لأحياء انواكشوط المتضررة بإقالة وزير المياه والصرف الصحي, فهل ستهدئ هذه الخطوة من احتجاج سكان العاصمة الغاضبين ? وهل ستتوقف الحكومة عند هذا الحد الأدنى في معالجة ملف أمطارالعاصمة ? -الشق الثاني من رسالة الداخل هو شق سياسي موجه للمعارضة حيث تم تعيين وزيرا للداخلية وآخر للعدل جديدين ليسا مستقلان تماما كما ترغب المعارضة إلا أنهما ليسا متورطين في الموالاة كسلفيهما ,وهذا ربما يكفي لإقناع المعارضة أو بعض أطرافها للمشاركة في الإنتخابات, حسب الرئيس طبعا . أماالرسالة الثانية التي حملها التعديل الوزاري للخارج فهي تعيين السفيرأحمد ولد تجد على رأس وزارة الخارجية مما يعني تغيرا جديدا في توجهات الدبلماسية الموريتانية يواكب التغيرات العربية والعالمية الحالية ,
خاصة أن موريتانيا في عهد الرئيس الحالي كانت تصنف في محور الممانعة وأنها مقربة من الدول الثورية كإيران وليبيا وفنزويلا وسوريا, أما وقد حكم إيران الإصلاحيون , واختفى القذافي واتشافيز, وتراجع الربيع العربي ,وآلت الأمورفي سوريا إلى ما آلت إليه, فإن البراغماتية تقتضي مراجعة المواقف, والإقتراب أكثر من التوجه الراهن المسيطر على العالم, وهذا ما يستطيع الوزير الجديد تحقيقه نظرا لخبرته الدبلوماسية وصلاته القوية والوطيدة بالدوائر الغربية المختلفة.