قد يكون من الصعوبة بمكان التكهن بنتائج الاستحقاقات الانتخابية في مجتمع مثل المجتمع الموريتاني الذي يشهد تقلبات متسارعة فموسم الانتخابات هو أكبر سوق لبيع المبادئ والقناعات والمفهوم الشائع للسياسة في البلد أنها لعبة تجارية في المقام الاول مما يعني ان توجه الناخب الموريتاني غير ثابت وغير مرتبط بقناعة معينة...
ولكن بناء على بعض المعطيات يمكننا رسم الخريطة السياسية في مدينة كرو فبعد أن باتت مشاركة تواصل وبعض أحزاب المعارضة شبه مؤكدة بدأت الاستعدادات للانتخابات تجري على قدم وساق ...
وإذا أردنا ان نتحدث بشكل دقيق فيمكننا القول الصراع الحقيقي في كرو يدور بين كتلتين رئيسيتين هما
_الحزب الحاكم: المدعوم من طرق التحالفات القبلية وبعض الشيوخ التقليدين والأطر المظفون في الدولة وزمرة من المتمصلحين ورجال الحزب الجمهوري _الحزب الحاكم سابقا_ في المدينة _التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) : وتعتمد هذه الكتلة على لفيف واسع من شباب المدينة وكوكبة من المثقفين وبعض الاسر ذات الوزن المالي والإجتماعي داخل المدينة وأما غيرهما من الكتل فلا يوجد لها وزن كبير ولا يمكن أن تحدث الفارق إذا دخلت التنافس بشكل منفرد ويمكنها أن تحقق بعض المكاسب إذا دخلت في تحالف مع إحدي الكتلتين الرئيستين في المدينة .
وسأحاول في عجالة أن أتطرق إلى نقاط القوة والضعف لكل من الكتلتين الرئيسيتين وأن أذكر حظوظ كل مرشح على حده
أولا: الحزب الحاكم:
يعتمد الحزب على التحالفات القبلية التي يقودها الشيوخ ورجال الدين والشيوخ لهم دور بارز في السياسة المحلية داخل المدينة فبالإضافة إلى تأثيرهم على مجتمعاتهم وعشائرهم المقربة منهم فإنهم كذلك يتمتعون بتأثير كبير على الفقراء وسكان البوادي والضواحي
كما يعتمد الحزب على بعض رجال الاعمال والذين لهم مصلحة في الدولة كالموظفين والأطر وبعد أن استقبل الحزب ملفات المترشحين فقد بات شبه مؤكد قبول ملف الاستاذ شامخ ولد سيد الصالح ولم يحسم بعد المرشح الثاني للحزب والاستاذ شامخ ولد سيد الصالح رجل منحدر من محيط اجتماعي له وزن داخل المدينة كما أن الرجل يتمتع بشخصية مرنة دبلوماسية ومدعوم من طرف التيار الناصري في المدينة بالإضافة إلى تحالف عريض يضم بعض الاطر ورجال الأعمال وبعض الوجهاء
ثانيا: تواصل: تعتبر مدينة كرو معقلا من معاقل التيار الاسلامي في البلد نظرا للشعبية الكبيرة التي يحظي بها الحزب داخل المدينة ولعل هذا مادفع رئيس الحزب الاستاذ محمد جميل ولد منصور إلى مغازلتها حين قام بفتح حملته الرئاسية من المدينة ... وقد نجح التواصليون في كرو في الحصول على مقعد العمدة وكاد مرشحهم ان يفوز بمقعد النائب وقد دفع الحزب بأوجه كبيرة لها وزن ثقيل داخل الحزب مثل ترشيخ القيادي محمد محمود ولد عبيدي للعمدة ومن المرجح أن يتم ترشيح محمد الحسن ولد أمود كنائب للمدينة ولم يحسم الحزب في المرشح الثاني ومن المرجح أن يدخل في تحالف مع إحدي الكتل داخل المدينة وإذا نظرنا إلى المرشحيْن الذين دفع بهما تواصل نجد أن محمد أحمود ولد عبدي شخصية قيادية ذات كفاءة عالية وحسب رأي فإن حظوظه مرتفعة في الحصول على مقعد عمدة المدينة نظرا للكثير من الاعتبارات والمرشح الثاني ينحدر من مجموعة لها وزن مالي واجتماعي كبير وهو شخصية محبوبة رغم أن مجمتع أهل الحاج الذي ينحدر منه لم يدخل التنفاس السياسي سابقا وقبل أن أختم أذكرر أن في المدينة قوة انتخابية لا بأس بها تابعة لحزب التكتل يقودها السياسي المخضرم عبد الرحمن ولد امين وهو قيادي في الحزب وله نفوذ واسع إلى أن نشاطه السياسي تراجع في الآونة الأخيرة