في بداية عهده بالحكم كان الجنرال محمد ولد عبد العزيز يحاول اختزال كل الاحكام العسكرية ونسخها في محاولة للظهور كامتداد للرئيس المؤسس للجمهورية الاسلامية الموريتانية المختار ولد داداه.
وفي سياق ذاك النهج اطلق اسم المختار ولد داداه على شارع اصبح رئيسيا في العاصمة لرمزية التسمية ولما شيده "الخلف" من دور وشقق تنسب إليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة لكن زمن التنكر والجحود فعل فعلته في رأس حاكم موريتانيا الحالي ولم تمنعه عوامل التحفظ الكثيرة من انزال الرئيس المختار منزلة الرؤساء السابقين في معرض اتهامه له بإهمال مدينة انواكشوط منذ 50 سنة.
الغريب ان سياق حديثه كان المجاري والصرف الصحي ولأن المختار ولد داداه بالإضافة إلي تأسيسه للجمهورية التي اوجدت القصر وأوجدت حراسه وجمعت شتات "اللوكة" و "مراكش" و "تاودني" وغيرها واسس الجيش وحدد الرتب واسس عاصمة في ارض كانت سباخ ملح تستوطنها الذئاب الهائجة التي تقتات على مخلفات قوافل الشمال... لأنه بالإضافة إلي كل هذا كان الوحيد الذي انجز شبكتين رائدتين احداها للمجاري والصرف الصحي ربطت بها احياء المدينة القديمة وظلت توفر صرفا صحيا مميزا إلي 1978 وظلت مياهها المعالجة تروي مزارع غرب العاصمة إلي عهد غير بعيد، أما الثانية فهي مصنع لتصفية مياه المحيط كان يوفر معظم حاجيات سكان انواكشوط من الماء الشروب ومن مصدر لا ينضب تتزايد اهميته بفضل اقتصاد الطاقة الذي يوفره استخدام الغاز... كما ان حكومة الرئيس المختار هي من وضع مفردات مشاريع عملاقة كآفطوط الساحلي وطريق الامل وميناء انواكشوط وهي التي اممت الشركات المنجمية وصانت وحدة البلاد وحاربت الفساد بشكل حقيقي...
فمقارنة فلل وشقق المختار التي لا تتعدي واحدة مترهلة بنيت بقرض مصرفي معلوم الجدولة بفلل الرؤساء الاخرين توضح على الارض من المفسد ومن المبذر ومن المعتدي على المال العام. لا اخال الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا يعلم بوجود شبكة صرف صحي كانت فعالة وكانت كافية لأداء المهمة وان كان لا يعلم ذلك فهي كارثة حقيقية لأن الأمم لا تبني إلا بالتراكمات وبلبنات يشد بعضها بعضا وقد ترك المختار ولد اداه لموريتانيا لبنات مادية ومعنوية راسخة في اديم هذه الارض فلماذا لا يؤسس عليها الخلف؟
على الرؤساء ان يعملوا كثيرا ويتكلموا قليلا فليس لهم من كلامهم إلا مالم يقولوه بعد.
تهامي للرأي المستنير