يعالج جناح التصفية بمركز استطباب كيفه 50 نزيلا من مرضى الفشل الكلوي يخضع كل واحد منهم ثلاث مرات أسبوعيا للتصفية وعليهم دفع تكاليف طعامهم وشرابهم وتنقلاتهم ، ومع أن الدولة تقدم التصفية مجانا وتتولى توفير بعض الأدوية فإن التكاليف المذكورة تعتبر باهظة بالنظر إلى وضعية هؤلاء التي لا تسمح لهم بممارسة أي عمل أو الدخول في أي إنتاج بل إنهم في الكثير من الأحيان يشغلون أفرادا من أسرهم عن النشاط والعمل بسبب مرافقتهم والاعتناء بهم ؛ وهم في الغالب من الفقراء .
لذلك فإن مرضى الفشل الكلوي في بقية دول العالم يشكلون وداديات وروابط للتعاون على حل المشكلات والضغط على الجهات الحكومية لتقديم المعونات والتسهيلات لهذه الفئة العاجزة من المجتمع والتي ترتبط حياتها بالمستشفيات و هو ما حاكاه بعض أولئك في انواكشوط.
بمدينة كيفه لا أحد يهتم بمرضى الفشل الكلوي غير ذويهم وهم منسيون على تلك الأسرة ؛ تتدلى من أجسادهم إبر و أوعية االتصفية بين أجهزة لا ينقطع أزيزها في ذلك الجناح الموحش والأقرب إلى عالم المنون.
هم إخوة وأصدقاء و آباء وأمهات لا يحول بينهم والموت المحقق غير خطإ طبي بسيط أو نفاد أداة تافهة أو تأخر"التاكسي" عن ولوج ذلك الجناح.
فأين البلدية وأين الشؤون الاجتماعية وأين الخيرين ؟ ولماذا تنسى المنظمات الأهلية هؤلاء البشر،إنهم بحاجة ماسة إلى لفتة كريمة من الجميع ؛ فهم قوم لا حول لهم ولا قوة فهل من مغيث؟