لا تلوح في الأفق بوادر أي انفراج سياسي فالرئيس مستمر في حملته المبكرة السابقة لأوانها التي سخرت السلطة التنفيذية ووسائل الدولة ووظائفها لإنجازها وسيزور بتلميت ويتوقف في واد الناقه ويدير لقاء جمهور انتخابي من الحوض الشرقي ليقول إن ثلث البرنامج الانتخابي الآخر الذي أعلن عدم انجازه بعد في لقاء أطار قد أنجز وسيستقبل وجهاء ويعطي وعودا ويمنح إكراميات ويجري تعيينات محسوبية...
لكن الواقع على الأرض مرير مؤلم وصعب فحياة معظم الناس لم تتغير والهوة سحيقة بين الأقوال والأفعال... بين الأوهام والحقائق المرة... طبعا سيتحدث الرئيس عن الانتخابات التي رغم تأخرها ربما تكون أسوأ انتخابات بل يخشي أن تكون القشة التي تقصم ظهر بعير الانسداد... هي اقصائية تجاهلت المعارضات وهي زبونية ستغير بعض الولاءات وأخطر ما فيها هو ماتتحدث عنه مصادر عليمة من مؤامرة متقدمة لإدخال أسماء معارضة في اللائحة الوطنية رغم مقاطعة أحزابها...
تؤكد المصادر والدلائل والقرائن أن طبخة تآمرية تنضج على نار هادئة تستهدف غواية عناصر بارزة في "التكتل" و"تواصل" و"اتحاد قوى التقدم" ودفع تلك العناصر إلي الترشح باسم الأحزاب المقاطعة... وحسب العارفين فقد حددت الأسماء وبدأت الغواية والاغراءات وانطلقت الاتصالات... بعضها أسند لرجال أعمال كبار نافذين وبعضها لقادة عسكريين وأمنيين وبعضها الآخر لشخصيات من محيط الرئيس وحتى على مستوى المعارضة المهرولة يجرى تفعيل نفس الخيار لكبح جموح نزعة المقاطعة.
إن كل هذه الأمور لا تبشر بخير بل تنم عن كون أزمة الثقة آخذة في التصاعد وعن كون الرئيس يدير ظهره لخيارات التشاور والمشاركة ويسير في اتجاه تجزئة المجزأ أصلا... هو يريد إدارة فسيفساء سياسية على صعيد شعبوي يحركه على هواه دون كبير جهد ودون كبير اهتمام بمآلات أمور البلاد والعباد... هنالك غاية واحدة بالنسبة له تبرر كل الوسائل هي غاية البقاء وتحت سقفها الواطي يفتح التنافس لمن أراد المشاركة...
لكن ما لا يدركه الرئيس أو يتجاهله هو أنه خارج هذا السقف يتصاعد الاحتقان وتتأجج الأزمة ويتعاظم الانسداد... فهنالك طبخات الساسة وهنالك طبخات الواقع ولا يدري أحد أي الطبختين تنضج الأخرى... في مطبخ انعدام الرؤى كل الخيارات واردة وكل الاحتمالات ممكنة.
اتهامي / الراي المستنير