يدور الحديث بشكل متزايد في أوساط الرأي العام عن الانتخابات الرئاسية التي ستنظم العام المقبل إن تم احترام الآجال الدستورية طبعا. هل سيكسب ولد عبد العزيز ولاية جديدة أم لا؟ الآراء متضاربة. القوى السياسية المختلفة تشحذ أسلحتها من أجل المعركة القادمة.
خلال إفطار رمضاني نظمه رئيس مجلس إدارة شركة صونادير المستقيل سيدي محمد ولد دادي، أوعز وزير الخارجية الموريتاني السابق محمد فال ولد بلال لبعض الصحفيين بمعلومة على هامش الحفل تتعلق بولد دادي الذي كان قد وزع بيانا من فقرتين ذكر في الأولى منهما بقانون التعارض الذي اعتمده البرلمان والذي يمنع على من يمارس السياسة شغل بعض الوظائف، وفى الفقرة الثانية أعلن استقالته من منصبه.
لكن السؤال يبقى مطروحا عما يدفع الأستاذ الجامعي خريج جامعة نيس بفرنسا إلى ترك منصب يتطلع إليه الجميع. ولد دادي كان قد شغل منصب مستشار لولد الطائع فهو بالتالي قريب من مطبخ السلطة، وهو ينتمي إلى ولاية الحوض الغربي وإلى قبيلة مركزية في الولاية معروف عنها قربها من آل الشيخ حماه الله. وهو حصان يمكن أن يراهن عليه من أجل كسب معركة الرئاسة.
منذ فترة وعدد من الفاعلين السياسيين يتحدث عن إمكانية أن يكون الرجل مشروعا رئاسيا. على نحو قريب مما حصل مع أحمد ولد داداه عندما نافس معاوية سنة 1992. ومنطق التحليل السياسي يعطيه إمكانية أن يهزم الرئيس ولد عبد العزيز في معركة الرئاسة إذا ما تحلت الانتخابات بمعايير الشفافية. فولد عبد العزيز لا يعرف منطق تقاسم السلطة ولا منطق الزبونية السياسية. وهذان هما أساس العملية السياسية.
مرشح من منطقة الشرق الموريتاني سوف يمكن من تهدئة حالات الغضب الموجودة التي يعبر عنها البعض هنا وهناك، وقد يتمكن من تحقيق المفاجأة، فمهما كان نوع هذا الترشح فإنه ترشح مقنع. خصوصا لأوساط الأعمال التي ستكون مستعدة لتمويل مرشح جاد يمكن أن يستقطب قطاعا عريضا من الأصوات.
فحتى الآن يعتبر الشرق الموريتاني خزانا انتخابيا حاسما. كما أن التوجيهات القبلية للتصويت هي المؤشر الذي يسير عليه الناس هناك. وقد اعتادت القبائل أن تدعم مرشحي السلطة، وعليه فإن مثل هذا الترشح يعد تحديا واختبارا حقيقيا.
كما أننا يجب أن لا ننسى أن ولد عبد العزيز يستخدم في بعض الأحيان أساليب الزبونية السياسية لكن ليس على نحو مستديم. هي زبونية مؤقتة إذن. وبالتالي فهي لا تجدي عندما تكون العلاقات سيئة في غالبية الأوقات. وهذه هي المقاربة التي سادت خلال الانتخابات الماضية وفيما مضى من ولاية الرئيس. وهو ما يمكن أن يستخدم مرة ثانية. فعندما يترشح الرجل لخلافة نفسه فسوف يكون عليه أن يضع يده في جيبه.
وأي مترشح في مواجهة رئيس يترشح لخلافة نفسه يجب أن يدرك صعوبة المواجهة. حتى ولو كانت المعارضة كلها ستقف وراءه. وهو أمر ليس مضمونا، فحتى في صفوف المعارضة الراديكالية فإن هناك من سينسحب في الوقت المناسب لصف المرشح الرئيس.
ولد دادي سوف يستفيد من دعم مجموعة نداء الوطن، التي ستقف وراء ترشحه. لكن هل سيسيرون معه إلى آخر الجولة؟ وهل بإمكانهم تأمين الكتلة اللازمة التي تجعل منه مرشحا قويا.
Biladi N 714
ترجمة: الصحراء