خلال الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لمقاطعة اركيز، وقفت جماهير المدينة وقفة تاريخية في وجه ماكينة السلطة وتجار السياسة الذين عمدوا إلى تزييف الحقائق، وحاولوا إظهار وجه زائف للمقاطعة، بعد أن غيبوا صوت المواطن الحقيقي، وأقصوا المطالب الشعبية، ومسحوا الطاولة من جميع المشاكل ودخلوا في جوقة من التصفيق والتطبيل.
ولكن كل تلك الأكاذيب انكشفت أمام احتجاجات البسطاء والضعفاء من نساء ورجال وأطفال صاحوا ملء حناجرهم أمام الرئيس وموكبه بالحقيقة المرة التي تعكس واقع مدينة ظلت تعاني التهميش والظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
وأمام هذا الاحتجاج الرائع للسكان ظهرت الزمرة الصغيرة بحجمها الحقيقي، ولم يستطع رئيس الجمهورية أن يتجاهل هذا الصوت القوي، فأمر بلقاء خاص مع ممثلي المحتجين، حيث اتصلت السلطات المحلية بناشطي "تجمع ميثاق اركيز للتنمية" الذي أعطى أسماء أربعة أشخاص للقاء الرئيس من أجل عرض المشاكل التي تعاني منها المقاطعة.
إلا أنه بعد مغادرة الرئيس اكتشفت جماهير اركيز أن المنتخبين المحليين في تواطؤ صريح مع السلطات الإدارية المحلية، دبروا خطة أقصوا من خلالها ممثلي المحتجين، واستبدلوهم بعدد من الوجهاء والمشايخ المحليين.
وأمام هذا الوضع فإن تجمع ميثاق اركيز للتنمية:
يشكر جماهير اركيز التي لبت نداءها من أجل رفض اختطاف صوتها، وخروجها في مظاهرات منقطعة النظير، كانت بداية لعهد جديد يرفض فيه المواطن الوصاية السياسية ويعبر عن ذاته وينقل همومه دون خوف أو تردد.
يندد بسعي بعض السياسيين والإداريين تغييب المواطنين والطبقات المطحونة عن زيارة الرئيس، وعن المهرجان الخطابي الذي لم يحضره إلا عدد من ركاب سيارات فارهة أغلبها قادم من خارج المقاطعة.
يستغرب عدم وفاء رئيس الجمهورية بوعده لها بلقاء مع مندوبين من المحتجين، حتى أن المطالب التي تسلمها في مكتوبة في ورقة لم يغادر بها المدينة، وبقيت حبيسة دار الحاكم.
يؤكد أنه كان يراهن على زيارة رئيس الجمهورية ويعتبرها فرصة سانحة لتطلع أكبر سلطة في البلاد على حقيقة الوضع في المقاطعة، ولكنها اكتشفت أن هذه الزيارة لم تختلف عن الزيارات الكرنفالية التي عهدناها في العقود السابقة، وبالتالي فهي زيارة فاشلة بكل المقاييس.
يحمل مسؤولية فشل زيارة الرئيس للنخبة السياسية التي حاولت طمس الحقائق وإظهار وجه كاذب للمقاطعة، وعادت به إلى عصور غابرة من التصفيق والتطبيل كان الجميع يظن أن موريتانيا تجاوزها خاصة في ظل حكم الرئيس الحالي، الذي يحارب الفساد والمفسدين.
يرى أن زيارة الرئيس للركيز كشفت أن هذه المقاطعة ما تزال محكومة بالمحسوبية والقبلية، ومختطفة من طرف ثلة قليلة تستغل صمت الأغلبية المهمشة والمطحونة.
يؤكد لجماهير اركيز الوفية، ولسياسييه وإدارييه، أن معركة النضال طويلة.. طويلة، وما هذا إلا تسخين يسبق الجولة الأولى، فعهد الخنوع والركوع قد ولى، وتاريخ جديد بدأ يكتب في اركيز.
تجمع ميثاق اركيز للتنمية
01/07/2013