بدأت فصول ما بات يعرف بفضيحة "ملعب نواذيبو"، والتي أطاحت بوزيرة الثقافة والرياضة واعتقال زوجها وآخرين، فى شهر مارس الماضي حين منحت لجنة الصفقات الخاصة بقطاع التجهيز صفقة بناء ملعب رياضي كبير فى مدينة نواذيبو على شركة أجنبية يمثلها محفوظ ولد زيدان (شقيق الوزير الأزل الأسبق الزين) بعد اعتبارها عرضه الأفضل من الناحية الفنية والمالية، بينما حل فى المرتبة الثانية عرض رجل الإعمال عبد الله ولد احمياده.
وحسب بعض التسريبات، سعى ولد احمياده الى سحب الصفقة من ولد زيدان بحجة أنه قدم وثائق مزورة عن بناء الشركة التي تعامل معها لعدد من الملاعب فى دول افريقية مختلفة من بينها غينيا. ولجأ الى زوج وزير الثقافة والرياضة، احبيب ولد سيدي، ورئيس لجنة صفقات قطاع الثقافة، شيخنا ولد المصطفى، لمساعدته فى التأثير على الوزيرة سيسه بنت بيده لتطلب إلغاء فوز ولد زيدان بالصفقة وبالتالي يتم منحها لصاحب العرض الثاني وهو ولد احمياده.
ووافقت الوزيرة على طلب سحب الصفقة من ولد زيدان، وكتبت لرئيس سلطة الصفقات متذرعة بحصول تزوير فى الوثائق التي قدمها ولد زيدان وتم على أساسها ترجيح عرضه، وأطلعت الرئيس عزيز على طبيعة التزوير الذي تضمنه ملف ولد زيدان ملتمسة سحب الصفقة منه ومنحها لصاحب العرض الثاني.
وبالفعل، تقرر إلغاء الصفقة برمتها وإعادة طرح مناقصة جديدة وإبقاء المناقصة بيد لجنة صفقات قطاع التجهيز وعدم تحويلها الى لجنة صفقات قطاع الثقافة كما كانت تريد الوزيرة وزوجها. هذا القرار لا يمنح أية مزايا لولد احمياده الذي يمكنه المشاركة فى المناقصة الجديدة كأي فاعل أخر.
وقد انكشفت خيوط الفضيحة إثر مطالبة ولد احمياده كلا من احبيب ولد سيدي (زوج الوزيرة) وشيخنا ولد مصطفي (رئيس لجنة صفقات الثقافة) بإرجاعه عمولات كان قد دفعها لهما مقابل سحب الوزيرة للصفقة من ولد زيدان لترسو عليه باعتباره صاحب العرض الموالي. ورفض الرجلان إرجاع العمولات المالية لولد احمياده، والأخير بحوزته شريط فيديو مصور لتفاصيل اتفاقه معهما وتسليمهما العمولات، فقام باستغلال صداقته مع قائد الدرك الجنرال جاكا جينغ وسلمه الشريط لإطلاع الرئيس عليه مع التعهد له بأن يعتبره القضاء شاهد إثبات في القضية وليس متهما.
نقلا عن اقلام