جئتَ و وجه الإعلام غائظ صائف.. ديدنه أن يظل عبوسا مكفهرا.. لم تـُغير الشيءَ الكثير؛ فالحكومات، أمام مطالب الإشراك، حائط يأجوجي، والصحفيون، أمام مطالب التحسين، جدران شائكة.
لم يكن بإمكانك أن تحقق المعجزة المنشودة. رغم ذلك تـَـلوَّنَ الإعلامُ بلون وجهك الباسم.. انقشعت تجاعيد وانبسطت ترهلات، وريء على المسرح شخص يحمل ميزتين نادرتين: جزالة المنطق ونبل السلوك.. اليوم تغادر خالي الوفاض إلا من وجه باش وأخلاق فاضلة، تغادر وكل الأقلام واجمة أمام رفضك الترشح لمأمورية أخرى تنضاف لمجمل ما تتحمل من متاعبنا (معشر "جيش الأكراد").
كنتَ فتى النقباء؛ فمنابر الإذاعات والقنوات عرفت من خلالك أن في الحقل من هم أكفاء قادرون على الذود عن كرامة ظلت مذبوحة في معبد الدرهم والمعكرونة، وجحافل الزوار عرفوا، من خلالك، أن في قعر الإناء ثمة من يتقنون فن البشاشة.
وداعا إذن إيها النقيب الحسين. فلو كان بوسعي أن أقرر أمرا باسم الصحافة لودعتك بأكاليل الورود، لكن مكانتي في الصف الأخير تحول دون ذلك.. فأقصى ما تبلغه سلطتي هو أن أقول لك، باسم ضمير إعلامي مستتر مهموم: شكرا على ما رسمت للزملاء من طريق ممهد بإسفلت الخطابة والخلق..