سمي حي المطار لوقوعه على أطراف مطار مدينة كيفه الواقع جنوب المسيلة علي طريق مدينة كنكوصه. ويعتبر من أحياء مد ينة كيفه التي تأ سست في التسعينات وهو مأهول بغالبية من الفقراء والحرفيين العمال البسطاء الذين هاجروا بأسرهم من الأرياف .
لا توجد بهذا الحي المنعزل عن المدينة من المرافق الخدمية غير مدرسة متواضعة، وهي الوضعية المزرية التي دفعت السكان مرارا للاحتجاج على تهميشهم ونسيانهم من طرف السلطات.
تتوسط حي المطار محطة الكهرباء التي تزود المدينة بالطاقة ورغم ذلك فإن سكان الحي لايحصلون على مصباح ولم تفكر شركة الكهرباء يوما بأن تمد أي توصلة كهربائية داخل هذا الحي بل اكتفت الشركة أن تزعج أطفاله ومرضاه بأزيز ماكيناتها الصاخب الذي يملأ آذانهم ويقض مضاجعهم ويعكر راحتهم آناء اليل وأطراف النهار ولم تكتف السلطات بذلك بل نصبت الأعمدة والكابلات الكهربائية عبر شوارع الحي إلى المدرسة العسكرية والى شركة سومغاز ومدت بعد ذلك إلى قصر ولد الغزواني في اقصى شمال المدينة دون أن يتحرك في هذه السلطات أي وازع أخلاقي أوحس وطني ودون أن تشعر بأي حرج وهي تحرم أولئك المواطنين الفقراء من هذه الخدمات التي تعتبر تافهة ومن أبجديات الحياة في أفقر الدول ألاخرى.
وحين أشتعلت محطة الكهرباء لم يظهر هؤلاء المساكين شماتة بل هرعوا على زغاريد نسائهم وأطفأوا النيران .
حي المطار بالإضافة إلي حرمانه من كل شئ أصبح مكبا لقمامات المدينة ومكانا لحرق الـأوساخ التي تنقل إليه من المدينة. أما الجانب الثاني من الكماشة التي تطبق على هذا الحي فهي العطش حيث تمتنع المصالح المختصة عن القيام بأي توسعة لصالح الحي واكتفت فقط بفتح حنفية عمومية تمر عليها أكثرية أيام الأسبوع دون أن تجود بقطرة واحدة، وهو ما أدي إلي لجوء السكان إلي بئر مالحة يقولون أنها أودت بحياة الكثيرين منهم ولكن للضرورة أحكامها.
لقد أصبح لزاما عليهم أن يستوردوا المياه من المدينة للأطفال وكبار السن وتشرب البقية المياه المالحة أومياه المسيلة الشبيهة بمياه المستنقعات والتي يشترونها بأثمان غالية (400 أوقية )
داده بنت اعل محمود: لا أحد يهتم بنا وقد استسلمنا لقدرنا نشرب المياه الملوثة والمالحة ويطبق علينا الظلام ونحرم من أي تدخل حكومي يساعدنا على البقاء أحياء لم نفهم حتى اليوم علام نعاقب ؟
عيشة بنت إبراهيم: نحن بهذه المدينة نعيش كما كنا في الريف لاماء ولا كهرباء ولا نقطة صحية ، وأملنا بعد زيارة الوكالة أن يتغير ذالك الوضع السيء.
اكليثيمة منت الشيخ: أنظروا هذه (أربعة مائة أوقية ) أحملها منذ ساعة وأبحث عن برميل من المياه المالحة ولم أجده حتى الآن ،لقد تركت أسرتي وأطفالي دون أي قطرة ماء.
عيشة صمب جاه : لا نجد من محطة الكهرباء التي تتوسط منازلنا غير أصواتها المزعجة ومنذ أكثر من عشرة سنوات ونحن نطالب شركة المياه بإحداث توسعة مائية وباءت جهودنا بالفشل الإحباط قد صار هو سيد الموقف:حكومة تتركنا نواجه مصيرنا نحن إذن من بلد آخر.
تلك عينات قليلة من عشرات التصريحات التي استمعت لها وكالة كيفه للأ بناء أثناء جولة قامت وقد انصبت في مجملها حول معاناة سكان الحي وما يتعرضون له من نسيان وتهميش.