من المنتظر أن يادي رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني زيارة لمدينة كيفه في بداية الشهر القادم، وتؤكد هذه الأنباء أن المهمة الرئاسية تتعلق بمجموعة تدشينات تشمل مجالات المياه والأمن الغذائي والنظافة، وهي أمور حيوية تمس الحاجة إليها في مدينة كيفه التي عانت الكثير من التخلف وتردي الخدمات والإهمال من لدن الأنظمة المتعاقبة على البلاد، فهل تستحق هذه التدشينات قدوم رأس الجمهورية أم أن مستويات أخرى بالسلطة هي الأَوْلَى لتولي هذه المهمة.
كثيرون في الموالاة يسجلون على الغزواني عدم جدولة زيارة كيفه خلال خمس سنوات من حكمه ويعتقدون أن زيارة الرؤساء مفيدة للولاية لما يقومون به من اتصالات وما يقفون عليه من حقائق وتتزين عندهم مثل هذه الزيارة حين تقترن بالمنجزات وهو ما تتنزل فيه مسألة التدشينات.
وفي الاتجاه المقابل لا يرى قسم من المواطنين والمتابعين المستقلين لزيارات الرؤساء للداخل غير إتعاب المواطنين وإحياء القبائل وإثارة الحزازات بين الأقطاب والأحلاف السياسية ودخول الأطر في وزعماء العشائر في تنافس محموم لإظهار الولاء وتمجيد الذات الحاكمة؛ وهو ما يقود في نهاية المطاف لمزيد من تغييب المواطنين وتدجينهم وإضافة فصول جديدة من المتاعب على حياتهم المتردية أصلا.
يتأكد اليوم أن رئيس الجمهورية سيدشن مخازن تبنيها مفوضية الأمن الغذائي في كيفه والحي السكني للتآزر بالإضافة إلى شبكة مياه أمبيقير ومدفن النفايات شمال المدينة.
وبالعودة إلى هذه المنشآت فإن أجزاء كثيرة في الحي السكني المذكور لا تزال في مراحل وضع الأسس البنائية وهناك يبرز السؤال هل تتعلق الزيارة بالتدشين أم المتابعة؟ وفي هذه النقطة فقد شهد الحي الكثير من زيارات المتابعة والاطلاع من طرف المندوب العام للتآزر ووزير الإسكان وبالتالي لا يكون من الوارد أن يؤدي رئيس الجمهورية نفس الدور.
ذات الوضعية هي ما عليه مدفن النفايات فحتى اليوم لم ينجز من المدفن غير الحائط ومن المتوقع أن تبدأ الاعمال فقط الآن.
هناك حديث أيضا عن برمجة ساحة الولاية المشيدة من طرف مشروع مدن في التدشين وهي ساحة مهمة ولكنها كمخازن المفوضية لا ترقى إلى مهام رئيس الجمهورية.
وبالنسبة لمياه أمبيقير فإن إضافة مياه لشبكة كيفه مهما كان حجمها يعد أمرا هاما، والعطاش بحاجة إلى أي قطرة، ولكن السكان في مدينة كيفه ولعصابه بشكل عام يريدون من رئيس الجمهورية إطلاق المشروع الكبير لسقاية المدينة من النهر ولا يرضون له تدشين أمبوب في أمبقير كما فعل سلفه عزيز في نكط.
إن المتمعن في حجم هذه التدشينات لا يمكنه أن يجد ما يستحق قدوم رئيس الجمهورية ولذلك يتم فهم هذه الزيارة فقط في ضوء اقتراب الحملة الانتخابية، ينضاف إلى ذلك أن للرئيس رحم في هذه الولاية ومحبين ألحوا كثيرا في طلب قدومه وهو رجل طيب القلب.