حين تناقصت الأمطار وانتشر الجراد والتهمت النيران أهم المناطق الرعوية لم يظهر هؤلاء غير التفرج. إنهم بخلوا بدعوة رمزية لحكومة - هم خدم- لها للتدخل!
وحين تبين أن المحاصيل الزراعية هذا العام هي الأكثر تدنيا منذ سنوات لم يدق هؤلاء ناقوسا بخطر مجاعة تضرب شعبهم! ولما حولت العواصف والسيول مئات الأسر إلى لاجئين لم يقدموا حصيرا أو إناء أو بطانية!
لم ينبسوا بكلمة وأسعار الطعام تطير إلى فضاء بعيد ترقبها عيون غائرة لجياع لا حول لهم ولا قوة!
وعندما فتكت الملاريا بأهلهم وغيرها من الأمراض فغصت بهم المصحات والمرافق الصحية، لم يعودوا أحدا منهم ولم يتبرعوا بقطرة دم!
بالأمس سحبت شركة المياه صهريجها الوحيد تاركة عطاش مدينة كيفه ومصيرهم، واليوم تغلق السلطة دكان السمك الذي يأوي إليه البعض فلم يحرك هؤلاء السادة ساكنا!
إنهم أعداء الشعب ومصاصو دمائه من اقطاعيين ووزراء ومنتخبين ومشعوذين ومخنثين ونشطاء بالحزب الحاكم !
وغدا تراهم يطلقون المبادرات باسم الشعب ويعقدون الاجتماعات في كل ركن بالمدينة والولاية في عملية بيع جديدة لمواطنين أنهكتهم المؤامرات فلم يعودوا يمتلكون القدرة على ردة فعل أو ممانعة أو شك. إنه السير الحثيث نحو الإضمحلال.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك