نواكشوط - المحيط:
ظهر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس (الأربعاء) على شاشة التلفزيون لأول مرة منذ عشرين يوما، حيث يقضي إجازته في باريس، وظهر الرئيس إلى جانب زوجته تكيبر بنت ماء العينين ولد النور في لقاء مع الرئيس الفرنسي فراسنوا هولاند، وبدا الرئيس الموريتاني في صحة جيدة، وهو ما أكدته من قبل "المحيط" بعد نتائج الفحوص الطبية المطمئنة من آثار العمليات الجراحية التي خضع لها الرئيس إثر حادث "الرصاص الخاطئ" الذي تعرض له في 13 أكتوبر الماضي.
وقال ولد عبد العزيز إنه بصحة جيدة وسيعود إلى البلاد خلال أربعة أيام. وتنتظر عودة الرئيس الإجابة على أسلئة ملحة:
فما الذي سيفعله الرئيس إزاء "ثورة الفوضى" بعد توجه الحراك الاجتماعي والنقابي تدريجيا نحو وجهة غير سلمية، تجلت في "أحداث أزويرات"، والتي تم فيها حرق مقر الولاية لأول مرة في تاريخ البلاد.. ودون أن تجرؤ السلطات على وقف المتهمين، وكذلك تواصل تعرض مسؤولي الدولة للاعتداء والضرب من قبل المحتجين.. والسؤال الحقيقي هو هل فقدت الدولة فعلا هيبتها وبات الحبل على الغارب. وهل فعلا لم يعد النظام يتحكم في الوضع، وفق الخلاصة التي انتهى إليها المفكر محمد يحظيه ولد أبريد الليل في مقاله الأخير "حديث مع الخريجن من نادي التلاقي".
السؤال الثاني، ما الذي سيمنحه الرئيس عزيز لمساوميه في ظل الملفات التي فتحتها المنسقية. وفي ظل اقتراب موعد الانتخابات العامة، وتلويح المعارضة بالنزول لللشارع ومنع أي انتخابات غير توافقية.. وهل حان الوقت فعلا ليقول عزيز كلمته النهائية في مبادرات الحل التوافقي.
ويبقى سؤال آخر مهم.. ماذا ينتظر بطانة الرئيس من تغييرات بعد الفوضى التي شهدتها البلاد، وضعف أداء الحكومة والحزب الحاكم.. أم أن الرئيس أيضا لم يعد يتحكم في بطانته، التي يروج أنها تعين وفق محاصصات بين كبار ضباط الجيش.. وهذا سر "طاقم البهدلة" الغريب، الذي يتم تعيينه من حين لآخر.