يدخل الرئيس عزيز السنة ال52 من استقلال البلاد وقد قام بسفره ال 52 إلى الخارج منذ وصوله إلى السلطة حين كان في ال 52 من العمر قبل حصوله في أول انتخابات رئاسية يخوضها على نسبة 52% من الأصوات. عزيز أيضا قام بانقلابين في الشهر ال 8 أولهما كان يوم 3 والثاني يوم 6، كما حصل على رتبة نقيب سنة 1988 ورتبة مقدم سنة 98 وهي نفس السنة التي عين فيها قائدا لكتيبة الأمن الرئاسي، وفي سنة 2008 رقي لرتبة جنرال وانتخب رئيسا يوم 18/7. هل يمكن أن تكون لهذه الأعداد دلالات ما؟ أم الأمر مجرد صدف يمكن أن تشكل مادة تسلية للمهتمين بالرياضة الذهنية؟
يؤكد علم العدد أن "الصدفة لا وجود لها في الحياة" وما من شيء يخرج عن نظام الطبيعة في الوجود، لذلك اعتبر الباحثون "علم العدد فلسفة قائمة بذاتها، وحقيقة واقعية، وركيزة أساسية في بنيان الإنسان والكون". وقد كشف البحث عن وجود علاقة غريبة بين الأعداد ومصير بعض الزعماء وخصوصا العرب حيث لوحظ مثلا أن:
جمال عبد الناصر ولد سنة 1918 وحكم 18 سنة من عام 52 إلى 70 وجاء إلى الحكم بانقلاب عام 52 ومات عمره 52 سنة؛
حافظ الأسد ولد سنة 1930 وحكم 30 سنة من عام 1970 إلى 2000 وجاء إلى الحكم بانقلاب عام 1970 ومات عمره 70 سنة
القذافى ولد سنة 1942 وحكم 42 سنة من عام 1969 إلى 2011 وجاء إلى الحكم بانقلاب عسكري سنة 1969 وقتل وعمره 69 عام؛
محمد أنور السادات ولد 1918 ومات 1981 ويحمل في يده اليمنى رقم 18 ( تاريخ ميلاده ) ويحمل في يده اليسرى 81 (تاريخ وفاته).
ضمن هذا الإطار لا بأس أن نقوم بجولة فيما بين الرئيس عزيز والأعداد بحثا عن الدلالات المفترضة، مع كل التحفظات التي تفرض نفسها على غير المختصين حين يحاولون التطفل على مجالات اختصاص الآخرين.
علينا الاعتراف منذ البداية بأن البحث لا يسعف كثيرا في العثور على أهمية استثنائية للعدد 52 سوى أنه عدد أسابيع السنة أو أنه العدد الذي تمسك به لاعب الكرة الدنماركي نيكلاس بيندتنر بعد فشله في الحصول على رقم 9 في فريق أرسنال، أو أن بحيرة ملاوي التي تسمى أحياناً بحيرة التقويم يبلغ طولها 365 ميل (عدد أيام السنة) وعرضها 52 ميلاً (عدد أسابيع السنة)، غير أن ذلك لا يعني أنه لا يمكننا التوصل إلى شيء ما عن طريق فحص العددين 5 و 2، ذلك أن العدد 5 يمثل في مجموعة الرموز، عطارد، وهو في كل خصائصه عطارديّ – أي فصيح، أو ماكر، أو متلصص (مثل الإله عطارد)، ومتقلب، وزئبقي المزاج.
والأشخاص ذوو العدد 5 يوجدون الأصدقاء بسهولة، وتكون صلاتهم على خير ما يرام بكافة الناس. ولكنهم على درجة عالية من التوتر، فكريّا، ويعيشون على أعصابهم، ويبدو أنهم يتوقون إلى الإثارة. يمتازون بسرعة التفكير، والتقرير، وعاطفيون في تصرفاتهم، وأعمالهم. يكرهون الأعمال المتثاقلة البطيئة، وعلى ذلك يكونون ميالين إلى اعتماد كل الأساليب التي تجمع الثروة بسرعة. وهم يتمتعون بحسّ حاد وممتاز لجمع المال بالاختراعات، والابتكارات، والأفكار الجديدة. إنهم مولودون مغامرين، نزّاعون إلى تعاطي الصفقات في أسهم البورصة وما يشابهها .
إنهم يمتازون بمطاطية السلوك، فهم يقفزون بسرعة من بعد أكبر الصدمات، إذ لا شيء على ما يبدو يؤثر فيهم لمدة طويلة. وإذا كانوا بطبيعتهم أخيارا وطيبين، فإنهم يبقون كذلك، وإذا كانوا أشرارا فاسدين، فلن يبدّل شيء من نفسيتهم، فلا الوعظ، ولا الإرشاد، سيكون لهما أي تأثير فيهم البتّة.
أما العدد2 فهو رمز الصّليب بامتياز، وقد أعطى آباء الكنيسة العدد اثنين معنى سلبيا هو معنى القسمة وقلّة الكمال باعتباره يمثّل المادّيّة الأخلاقية في الوحدة الجسديّة. ويعتقد العبرانيّون أن الرّب جعل من العدد اثنين أساسا للعالم. وفي تراثهم يرمز الاثنان إلى الشرّ، وهو عدد سلبيّ ونسائي، وينظر الهنود إلى العدد اثنين على أنه مبدأ الشّرّ.
ويمثل العدد 2 في المجموعة الرمزية، القمر. وله الصفات النسائية المميزة للشمس، والأشخاص ذوي العدد 2 هم بطبيعتهم رومنطيقيون، وعلى جانب من اللطف، والخيال، والميل إلى الفن، أما سلبياتهم فهي كونهم مترددين، لا يقرّ لهم قرار، تعوزهم الاستمرارية في خططهم وأفكارهم وانعدام الثقة بالنفس. وهم كذلك ميالون إلى الحساسية المفرطة، وتراهم بسهولة تامة يقنطون ويكتئبون إذا لم يوجدوا في محيط مرح سعيد .
العدد 52 أيضا هو مقلوب العدد 25 والذي هو رقم الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي سبق لخبراء أن حللوه فوجود رقمه يشير إلى شخص قريب من ربه جداً, ويحب العبادة ويحب كشف الغموض مع أنه غامض يصعب معرفة ما يدور في عقله, وهو شخص خيالي أكثر من اللزوم، فهو يجلس فوق شجرة الخيال. ويصعب عليه أن ينزل عنها, وهو سريع الانفعال, متردد في اتخاذ القرارات بسبب شكوكه الدائمة. وتوقعوا له مصيرا شبيها بمصير صدام حسين، فهل يعني ذلك أن مصير عزيز سيكون عكس ذلك المصير؟ وأن صفاته هي نقيض لصفات المشير حسن البشير؟
من جهة أخرى تكشف لنا طريقة حساب الأعداد أن عدد الرقم 52 هو حاصل جمع 2 مع 5 أي هو العدد 7 الذي هو عدد مقدس عند الشعوب السامية ويرمز إلى الكمال وهو كذلك عند الماسونيين ويمثل عند فيتاغورس الحكمة العذراء رغم الخيانة التي يرتكبها باسمها الرجال.
ومشكلة العدد سبعة أنه تميز بشكل خاص بين جميع الأعداد حيث أنه شائع أكثر من غيره ولا يعلم سبب أهمية ذلك الرقم وشيوعه في العلوم والثقافة حتى في الطلاسم والسحر والقصص الأسطورية، فقد كان المصريون ينقسمون إلي سبع فرق وجعلوا النيل سبع مصبات والترع التي تصب في بحيرة موريس عددها سبع وكانت الأهرام ذات سبع غرف، وفي أواسط الشتاء يطوفون بالبقرة سبع مرات حول الهيكل وكذلك كانوا يعتقدون أن عدد البقرات السبع من الرموز الدينية فكانوا يعتقدون أن اوزوريس يمتلك سبع بقرات بمنزلة سبع زوجات. ويقول السحر إن اللعنات لا تكون نهائية أبدا بل تتجدد كل سبع سنوات في نفس التاريخ الذي بدأت فيه، كذلك فأن هيئة أركان إبليس في العالم لها سبعه رؤوس وجهنم مساحة كبيرة تنقسم إلي سبعة آلاف زنزانة يختبئ فيها سبعة آلاف عقرب.
ولا تقتصر علاقة الرئيس عزيز بالرقم 7 على ذلك فحسب لأنه دخل الجيش سنة 77 ونجح في تكوين نقيب سنة 87 وعين قائدا لأركان الرئاسة سنة 2007 وانتخب في الشهر 7. هل يعني ذلك أنه سيحكم سبع سنوات ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس؟ أم أنه بالقياس على عبد الناصر والأسد والقذافي سيحكم 6 سنوات؟ أي أنه سيهزم في الرئاسيات القادمة؟ أم أن العدد 7 سيجلب له الحظ لينضاف لسنواته ال 6 فيبقي في السلطة ل 13 سنة؟ أم سيكون جالبا للنحس فيقلص سنواته الست بسنة، خصوصا وأن الآية 52 من الحزب 52 تقول: " وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ*"، وهي تأتي مباشرة بعد آية " ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد، وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد، لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد"، بالإضافة إلى أن السورة 104 التي هي 52×2 تبدأ بوعيد غير مطمئن: " وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ، الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ، يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ"؟
وقد لا تكتمل رحلتنا من دون استقراء ما يعنيه اسم الرئيس عزيز للأعداد وما قد يعنيه تاريخ ميلاده للأبراج، حيث أن عدد الاسم "محمد ولد عبد العزيز" هو 333 أي 3+3+3 وهو ما يساوي 9، أي أن رقمه هو الرقم 9 الذي يرمز للقوة والكمال وهو أكبر الأرقام البسيطة. ولأن الوقت بين الحمل والولادة 9 اشهر يقترن هذا الرقم بالإنجاز. وقد كان بعض المتصوفين القدماء يخشون هذا الرقم لاعتقادهم بأن تأثيره سيئ.
صاحب هذا الرقم ذو شخصيه قويه جدا، يتمتع بالاستقلال والروح الثائرة, لديه القدرة على الوصول إلى أعلى المستويات والاستفادة من قدراته ومواهبه, يتطلع إلى الإنجاز والنجاح ليس بدافع السيطرة بل لأنه يعشق النجاح و يحب مواجهة التحديات والعيش في جو من الإثارة والتشويق. يفكر ويتصرف بسرعة فائقة ويمتلك طاقه كبيرة ولكنه غالبا ما يهدر الفرص المتاحة له أو يسئ استخدامها، يميل إلى عدم الصبر في علاقاته مع الآخرين رغم أنه من الممكن أن يكون متوهج العاطفة ومحبوبا, وذلك لأن الرقم 9 هو رقم التغير الذي يصعب التكهن به.
أما تاريخ ميلاده الذي هو 20 ديسمبر 1956 –والذي هو أيضا تاريخ ميلاد الفلسطيني سعيد ربيع سعيد عثمان الأغا وتاريخ تسلم قوات الأمم المتحدة لمبنى هيئة قناة السويس وإجلاء قوات العدوان الثلاثي- فيكشف أن برجه الغربي هو برج الجدي، وحسب العادة يكون مولود هذا البرج متشائما، متعلقا بالأقدار، بائسا، حاقدا، متمسكا بالتقاليد أكثر من اللازم وجامدا. كما يوصف مواليده بأنهم أناس طموحون، مجتهدون على صعيد العمل ولا تغيب أهدافهم عن عينيهم أبداً بالرغم من أن الأسلوب النشيط للجدي في إنجاز الأمور والذي يرتكز إلى قاعدة "خطوة واحدة في كل وقت" قد لا يكون ذلك الأسلوب المشوق في الأداء ولكن غالباً يكون له نتائجه.
ليس بعيداً عن طباع الجدي أن يكون متعجرفاً وحتى قاهراً للناس أثناء تقدمه واندفاعه باتجاه النجاح. بالطبع هو سيبرر سلوكه بالقول بأن السيطرة هي خصلة وصفة أولئك الذين ولدوا كقادة. الجدي شخص مجتهد وميال للخوض في التفاصيل. ليس هو من أولئك الذين يخوضون المخاطر؛ الأمر الذي يعني أن عليهم دائماً أن ينتظروا النجاح. كونهم صبورين وأصحاب ثقة بالنفس فسوف يكون النجاح حليفهم وانتظار التألق ليس بمشكلة بالنسبة إليهم.
مواليد الجدي يهتمون بالتقاليد إلى درجة يبدون غالباً فيها جامدين وربما خارجين عن أسلوب عصرهم. هم ليسوا ممن يكون طريقهم بعيداً عن بيتهم أو ممن يتبعون أحلاماً غريبة وبعيدة. غالباً ما يميل مولود الجدي للعقلانية وليس لديه أي نوع من الانفجارات العاطفية. أحياناً يدب بهم الطمع بعض الشيء ولكن إخلاصهم للعمل والعائلة يلطف من هذا الطمع بسهولة. بالرغم من أن طموح مولود الجدي يبدو غير محدود إلا أن هذا الشخص لا يلجأ إلى الغش لكي يصل إلى النجاح، وعندما يصبح النجاح حليفه سوف يحوز هذا النجاح على الرضي الكامل لديه ذلك أن مولود الجدي يؤمن هنا بأنه قد اتبع الطريق المناسبة لهذا النجاح.
أما برجه الصيني فهو القرد، والقرد صاحب حيلة، ساحر, قادر على إقناع الآخرين،, مسلي, اجتماعي وماكر. القرد الساحر على الدوام والذي يمتلك طاقةً خارقة هو جزء مهم من الأبراج الصينية. لدى مولود القرد رغبة غير محدودة للمرح والقيام بنشاطات. يستطيع مولود القرد أن يستمتع بوقته بسهولة مهما كانت المجموعة التي هو موجود فيها. هذا الشخص هو شخص متفائل، ذكي وقد من الله عليه بعقل حاد وقاطع. بالرغم من أن مولود القرد يحب أن يكون هو مركز الاهتمام إلا أنه مستمع جيد للغير أيضاً، وإن الفضول العميق جداً لديه يضمن أن يكون لديه من المعرفة الشيء الكثير وكذلك المتنوع من المواضيع المختلفة. كما يسمح له ذكاؤه القيام بمهام وأمور معقدة بسهولة.
مواليد القرد أشخاص يحبون التباهي وليس هناك شيء لديهم أعظم من إبهار أولئك المحيطين بهم بسلوكهم الغريب، لن تجد لدى معظم مواليد القرد ذلك الرصيد الأخلاقي الكبير، أي أن الواقع هو أن الأمر الذي يشكل متعة لديهم يقومون به وينجزونه، والهدف الأول لدى هؤلاء الأشخاص هو الركض وراء متعهم، ويمكن القول بأن مولود برج القرد هو شخص مرح ويبعث البهجة في علاقة الحب ولكن يجب التنبه أن هذا الشخص يمكن أن يشرد في مثل هذه العلاقة. يقوم مولود القرد بتجربة الأشياء لمرة واحدة وفي حال كان في الأمر أدنى درجات التسلية فمن المؤكد أنه سيجربه ثانيةً قد يكون حب الذات لدى مولود برج القرد مشكلة لمواليد بعض الأبراج الأخرى. مواليد هذا البرج هم أشخاص منغمسون ومحبون للمتع والتمتع وفاقدين للسيطرة على الذات؛ أي أنه يمكن القول بأن هذا الشخص إذا لم يجد حفلة لينضم إليها فسيعمل حفلة خاصة به على الفور.
يتمتع القرد بحياة عاطفيّة نشطة. يجعل الآخرين يشعرون بالراحة، حتّى الأشخاص المنطويين يشعرون بالثقة نحوه. القرد شريك يعتمد عليه, متكيّف ومرح, لكنه بنفس الوقت يفتقر إلى الالتزام. الشريك المثاليّ هو القادر على تحويل عصبية القرد إلى سكينة. القرد مخلص ووفي، عاشق ولكن متقلب.
وإذا كان البرج الصيني واضح تماما، فلا بأس بتوضيح أكثر للبرج الغربي ذلك أن التعرف إلى مولود برج الجدي عملية دقيقة من الصعب أن تـتم بسهولة ما لم يسبقها التزود ببعض المعلومات التي تـُعتبر نقطة انطلاق نحو تلك الشخصية المعقدة. إذاً علينا قبل الدخول في أية محاولة استكشافية أن نسـتعيد في أذهاننا الصور الثلاث التالية: عنكبوت ذات مظهر بليد تلتـقط بمهارة تامة حشرة تـفوقها سرعة وقوة وتسجنها في خيوطها المعقدة . سلحفاة بطيئة جداً تصل إلى الهدف قبل منافسها الأرنب السريع . عنز مسكينة تهرب من وجه صياد ذكي وتتمكن من الاختـفاء بين القمم الشاهقة . من تلك الصور الثلاث ننـتقل إلى استعراض شخصية برج الجدي لنجد أن بينها وبين العنكبوت والسلحفاة والعنز عوامل كثيرة مشتركة.
يوجد مولود برج الجدي حيث يتسنى له دائماً تحسين أوضاعه وتحقيق أهدافه المبطنة. يـدل مظهره إذا ما قورن بسواه على أنه في وضع سيئ نسبياً, ومع ذلك تـُثبت الأيام أن الغلبة له في النهاية, فكيف يتم ذلك؟ سبب نجاح إنسان الجدي هو ما يلي: يُفضل الاختلاط بالأوساط ذات الدخل المتوسط على أقل تعديل. وهو لا يُنشد من وراء نشاطه الاجتماعي سوى بلوغ قمة السلم الطبقي. وإذا وجد نفسه في حفل أو مكان عام يعمل ما في وسعه للابتعاد عن الأضواء وأماكن الصدارة. وهو هادئ رزيـن بصورة دائمة . إنسان برج الجدي مهما يكن مظهره الخارجي تولد معه صفات مُحدّدة يمنحه إياها الكوكب "زحل", نذكر من أهمها الجد والكآبة وترويض النفس وقهرها. يُضاف إلى ذلك أنه يتمتع بيديـن مرنتين وملامح ناعمة واضحة.
نعومة هذا الإنسان في الواقع مسألة ظاهرية لا أكثر. إنها أشبه شيء بنعومة العنز التي تســـتطيع قضم الزجاج والحديد دون ضرر يُذكر. مولود برج الجدي يتمتع أيضاً بمعدة مطاطة وقرون صلبة تجعله قادراً على هضم كل شيء ابتداءً من الواجب وانتهاءً بالإهانة ومروراً بالضغط والخيبة وغيرها. إنه عنوان الشخص السهل التكيـّف للسلطة والناس والتـقاليد. بينما يُوزع الآخرين نشاطهم ذات اليمين وذات الشمال يُواصل مولود برج الجدي سيره إلى الأمام مـُختصراً الطريق قدر الإمكان, مجتـنباً العراقيل, متسلحاً بالوقائع, مديراً ظهره للعوامل السلبية التي من شأنها أن تحبط مسعاه كالكسل والإهمال والغضب والاندفاع والسطحية والتبذير وغير ذلك. وهو يسير عادة على خـُطى الآباء والجدود وجميع الذين سبقوه إلى قمم النجاح والشهرة, ولا يتردد أحياناً في توسيع صلات القربى إذا وجد أن مصالحه الخاصة تقـتضي ذلك.
يُقال مثلا ً إنه يتـزوج بُغية الحصول على أحد أمريـن: إما الثروة أو المركز والجاه. والحقيقة هي أنه يرفض الزواج ما لم يكن مهيّـأ مادياً ونفسياً. أليست هي الحكمة بعينها ؟ وهل يستحق أن يتهمه البعض بالخبث واللؤم؟
يُمكن لمولود برج الجدي وقاية نـفسه من أمراضه النـفسية المتعددة, إذا تغلب على الشك والخوف والقـلق, وتـزود بالانــفتاح والإيجابية.
يرى البعض في إنسان برج الجدي شخصاً خجولا ً بالغ النعومة عديم الأذى جديراً بالثـقة عــلى الرغم من عناد يُعاوده بين الحيـن والآخر. إن من ينظر إليه تلك النظرة يجهل ولا ريب حقيقـته, لأنه في الواقع مثال الإنسان الذي يحكم من وراء ستار بعيداً عن الأضواء والشهرة, ولا يتورع عن استغلال نـقاط الضعف لدى الآخرين – كالغرور والغيرة وغير ذلك – بُغية الوصول إلى مُبتغاه في الوقت الذي يبدو فيه في الصفوف الخلفية. وهو حذر عاقل , ينهل من الماضي في سبيل خدمة الحاضر, ويحفظ الحاضر سليماً من التخريب والفوضى من أجل الوصول إلى غدٍ أفضل .
بقي القول أن سرّ سعادته حالته النفسية. فإذا أراد أن تبقى هذه على أفضل حال عليه أن يلحق الشمس والنور والبهجة والفرح.