إن تحديد أبرز التحديات في حاضرنا يجعلنا نقف على مجموعة من المفارقات الغريبة، وإن البحث عن أساليب المواجهة المناسبة والحلول الناجعة، يتطلب تصحيح المنطلقات، ورسم سياسة معقلنة تأخذ في الحسبان التحديات المستقبلية.
وفي هذا الإطار أرى أن أبرز التحديات التي تواجهنا اليوم هي شبه انعدام أساسيات الحياة، تلك الأساسيات التي يجعلنا غيابها بلدا نشازا نعيش مفارقات عجيبة في عالم بات يستثمر في ما بعد الكماليات.
حيث من المفارقات أننا:
-نعاني العطش رغم وجود فائض في المياه ( الأودية والمجاري والبحيرات والنهر والبحر)
نعاني الظلمة رغم وجود فائض في الطاقة (الشمس والرياح والماء)
نعاني السكن رغم وجود فائض في المساحة والحديد والتربة والحجارة.
نعاني من الجوع رغم وجود مساحات صالحة للزراعة
نعاني من الجهل والأمية، وضعف مخرجات التعليم رغم كوننا "بلد المليون شاعر" وأرض المنارة والرباط.
نعاني من ضعف الخدمات الصحية
نستورد الألبان رغم وجود ثروة حيوانية؛ هي الثانية أو الثالثة على المستوى العربي.-
نستورد أسماك الساردين والتون رغم وجود شاطئ من أغنى شواطئ العالم بالأسماك والثاني عربيا.
نستورد كل المنتجات الحديدية من الإبرة إلى الطائرة رغم امتلاكنا ثاني أكبر منجم للحديد في إفريقيا.
هذه بعض الأساسيات التي تشكل أكبر تحد للنظام، والتي عجزت الدولة منذ قيامها عن توفيرها، والسبب -دائما- ضعف الإرادة السياسية غالبا، وانتشار الفساد بين ثلة من النافذين؛ مما يعني أن التحدي الأكبر هو مواجهة الفاسدين. لذا:
على النخبة أن تحاربهم بفضحهم كلما كان ذلك متاحا.
أن تشجع رأس السلطة على قطع دابر هؤلاء.
وأن تحمّلها مسؤولية كل إخفاق.
وعليها أن تقلع عن تمجيد وتثمين وعود الساسة من رؤساء ووزراء ومنتخبين ومنقلبين، وتقلع كذلك عن التطبيل للإنجاز المغشوش والتلبيس على الإخفاق والتدليس في التعاطي مع الأحداث.
عليها أن تعمل على تثقيف الناس وتوعيتهم وتعبئتهم على الاستثمار في الأرض والإنسان.
عليها أن تعلم أن توفير الضروريات مع قليل من الرفاهية في ظل العدالة والمساواة بين المواطنين يساعد على بسط الأمن ونشر الطمأنينة.
وعلى السلطة أن تعلم أن بسط الأمن ونشر الطمأنينة يعززان الثقة بينها والمواطن، فيقابلها بالمشاركة الإيجابية الفعالة، والروح الوطنية التي ترفض الفساد وتنشد الإصلاح.
الحسن ولد محمد الشيخ ولد خيمت النص