المرحوم عمر ولد ابيبكر ضابط من قوات هذا البلد عرف بالورع والمهنية والصدق والاستقامة؛ فضلا عن الثقافة الواسعة والشجاعة وكافة المناقب النبيلة. من منا لا يعرفه يدافع عن المظلومين من كل الفئات ومن كل الأعراق لا يخاف في الحق لومة لائم ،يسخر الوسائل العمومية التي يسيرها و حتى ممتلكاته الخاصة في خدمة الضعفاء. دفع ثمن تلك الفضائل الرفيعة وتلك المواقف الجريئة وهو حي، وكنا نظن أن ذلك جرى في عهد ولى ،ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة فهؤلاء أبناؤه اليوم يتلقون المضايقة وفقدان ما يملكون عكس ما يجب في حقهم من إكرام وتقدير تثمينا لدور أبيهم في حياة هذا البلد.
ترك الرجل ممتلكات متواضعة، حلال حصل عليها بفضل الله وبفضل الصدقة ونظافة اليد.
منها قطع أرضية في مدينته الأصلية كيفه ،حصل عليها ليس رغبة في التملك لكن لمساعدة أصحابها الذين يعرضون عليه هذه الأشياء لحاجتهم لثمنها.
ومن هذه القطع القطعة موضوع قرار المنح رقم4 بتاريخ 10/02/2000عن والي لعصابة الواقعة في حي السيف شمال المدينة على طريق بومديد والتي اشتراها من بن خالته الوجه الشهير في الولاية اشريف ولد اعل ولد أحمد اشريف الذي ورثها عن أبيه اعل ولد أحمد اشريف أحد المحاربين المخضرمين الذين شاركوا في تأسيس المدينة واستفادوا من أول توزيع للأراضي.
هذه القطعة استولت عليها الدولة ممثلة في وزارة البيطرة تحت رعاية السلطات الجهوية والمحلية والفنية بحجة أنها واقعة في طرف المدينة وذلك لإقامة مدجنة والحقيقة أن قطعا كثيرة تقع خلفها ولما كانت لأشخاص نافذين في هذا العهد فقد تم غض البصر عنها.
ونحن إذ نتذكر مصيبتنا في الرجل تهون علينا خسارة قطعة أرض، غير أن الذي يحز في قولبنا ويندهش له العامة هو العار الذي ترضاه الدولة لنفسها بالتحامل على أسرة رجل مضى إلى الله بعد أن سخر حياته الرائعة في خدمتها بإخلاص وشجاعة وحكمة.
عن الأسرة/ سيد احمد ولاته