هذه السطور جزء من رسالة كنت قد احضرتها معي زوال يوم الأحد الماضي في بداية الكارثة الصحية لأشرحها للسّيد الوزير وأسلمه نسخة منها إلا أن الوزير وللأسف اعتذر عن اللقاء بحجة أنه سيسافر, والغريب أنه استقبل بعد ذلك عدة اشخاص لا علاقة لهم بقطاع الصحة ومنهم من أتى قبلي ومنهم من أتى بعدي.
و لذلك قررت أن أنشر جزء من تلك الرسالة في الإعلام ليقرأها من يهمه الأمر لعلها تساعد في الإصلاح العام في الوزارة و تشخيص هذه الكارثة التي حصدت عشرات الأرواح و لازالت للأسف الشديد تحصد بدون رحمة , مع عجز مكشوف وواضح لوزارة الصحة حتى عن فهم المشكلة. و إليكم الأسباب الكامنة وراء عجز الوزارة عن فهم حقيقة الكوارث:
السبب الأول و هو غياب قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب كما سوف أوضح الآن:
وزير الصحة شهادة في الصحافة
الأمين العام لوزارة الصحة شهادة في الأدب
المدير المركزي للوقاية من الأمراض في الجمهورية الإسلامية الموريتانية ممرض و ليس طبيب (لعلم التلفزة و الإذاعة الوطنيتين)
المدير المركزي للطب الاستشفائي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية طبيب اسنان (بكلوريا + دراسة امراض الأسنان)
قبل اسبوعان فقط تمت إقالة طبيبا حاملا شهادتا في تسيير المستشفيات ليعين محله آخر لا يحمل أي شهادة مديرا لمستشفى جهوي(و هذا استهزاء بأرواح الناس)…..إلخ.
السبب الثاني :و هذا السبب مرتبط أساسا بالسبب الأول حيث تم تهميش و إقصاء الأطباء المتخصصين في الصحة العمومية و الوبائية من الإدارات المركزية الحيوية المسؤولة المباشرة عن صحة المواطن (طب الاستشفاء و الوقاية من الامراض), ليحل محلهم اشخاص ليسوا بأطباء إطلاقا و هذه قمة أخرى من قمم الفساد المتراكم.
و لذلك اقترح على السيد وزير الصحة أن يستدعي الأطباء الأخصائيين في الصحة العمومية و الصحة الاستشفائية و كذلك الأطباء الأخصائيين في علم الأوبئة و ذلك لتدارس هذه الكارثة و الذهاب إلى الميدان وزيارة أسرة كل مرحوم على حدة , للتحقيق و التدقيق الوبائي مع المخالطين و المرافقين للمرضى و ذلك للخروج بنتيجة يعرف من خلالها السبب الحقيقي للكارثة ليتمكن الأطباء من تحديد العلاج والوقاية مستقبلا, لأنني أشك بأن الحرارة هي السبب الوحيد وراء هذه الكارثة بل هي عامل مساعد فقط و ليست السبب الوحيد للوفاة.
و في الختام أقول بأني اعرف مسبقا أن هذه الرسالة لن تعجب البعض, إلا أن رضى الله سبحانه وتعالى و صحة المواطنين من وراء القصد " وكل الذي فوق التراب تراب" و من لا يعجبه هذا السرد للحقائق فليشرب ماء المحيط. كان الله في عون الجميع. قال تعالى (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * الا الذين امنوا وعملوا الصالحات * وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ). صدق الله العظيم.
الدكتور : محمد ولد أممد