يثير التأخير الملاحظ هذه السنة في شق الطرق الواقية من الحرائق في الولايات الرعوية استغراب المراقبين واستهجان وسخط المنمين ،بسبب المخاطر المحدقة بحياتهم ونشاطاتهم الاقتصادية، حيث اعتادت السلطات العمومية الشروع في إطلاق حملتها السنوية لشق الطرق في 7 ولايات مع بداية شهر أكتوبر أو منتصفه من كل سنة.
وتلعب هذه العملية دورا كبيرا في حماية المراعي التي تسجل في المتوسط أكثر من 100 حريق يقضي على 300 الف هكتار من المراعي. ويضع هذا التأخير حياة سكان الأرياف في مواجهة حرائق خطيرة تأتي في كثير من الأحيان بصفة مباغتة وتنتشر بسرعة فائقة في اتجاهات مختلفة مدفوعة بتغير اتجاهات الرياح وكثافة الحشائش انعدام الحواجز مما يجعل مواجهة السكان لها بجهود متواضعة يعد قدوما على الهلاك كما وقع مع المرحومة لخويطره منت امبارك (رحمات الله تترى عليها) التي قضت في حريق قرية امخيزين شهر مارس الماضي. الملاحظة البارزة في عمل لجنة الطوارئ الجهوية على مستوى ولاية لعصابه انها لم تولي الاهتمام اللازم لهذه الحادثة المؤلمة التي كان ينبغي أن تكون سببا كافيا لاطلاق هذه العملية مبكرا من قرية امخيزين احتراما لذكرى هذه الشهيدة وتذكيرا للشركة و القائمين على هذه الاشغال بأهمية دورهم في حماية المواطنين و المراعي من الهلاك. هو تنبيه و نداء الى الجهات المعنية بأنها تتحمل مسؤولية كاملة عن كل نفس بشرية في هذه الحرائق ان هي لم تتدارك الأمر و تبادر بشق هذه الطرق وصيانة الموجودة منها مع مضاعفة عددها من اجل حماية المراعي و الحفاظ على حياة المواطنين. و نذكر الجهات الإدارية بأن الملاحظات المسجلة على إنجاز هذه الطرق كثيرة منها على سبيل عدم احترام المواصفات الفنية في عرض الطريق و عموديته باتجاه الرياح،واحيانا عدم إنجاز مقاطع كبيرة وهو ما يعني ان لجان المتابعة متواطئة مع الشركة المنفذة للاشغال أو مهملة وكل ذلك على حساب حياة المواطن.
لنسيله ميديا