إن من أهم تعريفات القبيلة كونها كيان إجتماعي يضم بطونا وعشائر وأفخاذا وهذا الكيان الإجتماعي قديم قدم الإنسان نفسه،وقد أقرها الإسلام في قوله تعالى:<<ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم>> ومفهوم القبيلة عندنا يقابل مفهوم الطبقة عند المجتمعات الأوربية ، لكن الذي نمارسه اليوم هو مفهوم القبلية لامفهوم القبيلة ، ولست هنا بصدد التقليل من شأن القبيلة فللقبيلة فوائد ومزايا جمة - إن نحن جردناها من القبلية والعصبية - لذا لا ينبغي أن نرفضها خجلا منها وسعيا وراء التطور والتحرروالمدنية ، لكن ماذا لوجربنا مرة أن نختزل جميع قبائلنا بمختلف أعراقها والوانها والسنتها في قبيلة واحدة معتمدين تعريف قاموس المعاني للقبيلة الذي يعرفها بأنها مجموعة من الناس تنتسب إلى أب أوجد واحد على أن يكون هذا الأب أو الجد هو موريتانيا وبذلك نتجنب القبليّة التي نعيشها في ظل وجود قبائل متعددة لسوء فهم وتقدير منا للقبيلة ، فنعمل جميعا من أجل شيئ واحد وواحد فقط هو موريتانيا وبالتالي نؤسس دولة مواطنين لادولة قبائل، دولة قوانين لادولة أعراف، دولة في ظل قبيلة واحدة بطونها وعشائرها وأفخاذها،الأحزاب السياسية، والنقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية.
أحمد فال ولد الحضرامي