الحراك السياسي والحوار والانتخابات ؛ كل هذه المسميات تجسد ظاهرة صحية تمليها الديمقراطية ، وقد تكون في بعض الأحيان من مقوماتها ، إلا أننا نحن سكان كيفه كلما سمعنا أوقرأنا خبرا مفاده عملية انتخابية ؛ كان ذلك سببا في نكء جراحنا والتي مازالت نازفة نتيجة خطإ اختيارنا لمرشح دفعنا ثمنه غاليا حيث افتقدنا أعز حلفائنا وبذلك فقدنا البلدية وشيخ المقاطعة وبعض بلدياتها، مع العلم أننا قد تصدينا بقوة للحزب الجمهوري في عزه، وسلبناه البلدية المركزية وجميع البلديات الريفية وشيخ المقاطعة دفعة واحدة .
عزيز الناخب في كيفه كان اختيارنا الخاطئ يستوجب منا طلب العذر منك، فنحن من زكي لك مرشحا بعيدا كل البعد عن كوكبنا السلوكي والسياسي .... ونعترف أن هذا الاختيار’ سببه هوإفرازات تحالف قبلي أستوجب منا في ذالك الوقت الرضوخ له، ويقول المثل تأتي الرياح بما لاتشته السفن .
وبعد مضي خمس سنوات كانت هي فترة مأمورية هذا المنتخب صار لابد لنا أن نمعن النظر في حصاد هذه السنوات الخمس والحكم لكم أيها القراء.
السنة الأولي:
بعد انتخاب نائب كيفه مرشحنا واستلامه مهامه كنائب عن اكبر مقاطعة في ثالث ولاية في الوطن ، كانت تلك فترة كافية لمقاطعتنا والي الأبد ’ كنا نظن في البداية انه أعتقل من طرف الشرطة الدولية نتجة لبلاغ قد يكون كاذبا . ليتكشف فيما بعد ولله الحمد انه مجرد نكوث بالعهد لمن انتخبوه.
السنة الثانية:
كان يساورنا الشك أن المقاطعة عند نائب المقاطعة ستتمثل في القطيعة مع العمل السياسي فقط، لكنه وللأسف أضاف إليها القطيعة الاجتماعية والإنسانية, حيث لم يقم بواجب العزاء عند وفاة أعظم قائد سياسي، كان سببا في دخوله قبة البرلمان، والتحاقه بمصاف الزعماء والسياسيين؛ إلا بعد أسابيع وبعد إلحاح من ذويه.
السنة الثالثة:
ظهر هذا النائب بعد اختفائه طوال هذه السنوات ليعلن انضمامه لأحد أحزاب المعارضة وتلك خطوة سررنا بها واعتبرناها دورة تكوينية سيحصل عليها نائبنا من نواب المعارضة ليتعلم كيف يدافع عن مصالح من انتخبوه باستماتة، وبذلك بعث الأمل لدي الشباب والفئات المحرومة والعاطلين عن العمل والتلاميذ الراغبين في المنح وكذلك التعاونيات والرابطات من خلال الضغط علي أصحاب الشأن ؛ لإيجاد فرص للعمل ومشاريع تنموية ،وان تحل مشكلة مستشفي كيفه وجميع مستوصفاتها ، وان تر الجامعة التي أعلنت عنها حدي الحكومات السابقة النور، إلا أن هذا لم يتحقق وكأن الدورة التكوينية لم تحصل منها استفادة...
السنة الرابعة:
فوجئنا ونحن نطالع الأخبار علي المواقع الالكترونية ؛ وهي تلمح بتنازله عن جنسيته واستبدالها بجنسية دولة مجاورة ، تسرح وتمرح فيها المافيا الدولية التي تمتهن تجارة المخدرات والأسلحة .
وأما السنة الخامسة:
والتي تعتبر ختام الحصاد الذي جنينا خلال هذه المأمورية ، ظهر النائب الغائب علي شاشة التلفزيون الوطني في حلقة من جلسات البرلمان المفتوحة وكان ظهوره مفاجأة كبري لسكان المقاطعة وهاتف بعضهم البعض حتى أن احدهم قال: نسألك يا رب خير هذه السنة وبعضهم ظن أن ذلك من علامات الساعة! وكأنهم يشتهون أن يروا بأم أعينهم أحدا يدافع عن مصالحهم بعد أن كانوا يهاتفون نواب كرو والنائبة النمه . هذه المداخلة الأولي وقد تكون الأخيرة جاءت علي النحو التالي :
أولا تحدث النائب عن الثورات وحصرها في اثنتين تونس ومصر ، ونحن نتساءل الم يصله خبر الثورات الأخرى أم أنها لا تحتاج لموردين يوفرون بعض اللوازم ، بعد ذلك تحدث عن تاريخ مصر وارتكب في ذلك خطأ فادحا حيث قال إن تاريخ مصر ألف سنة وكنا سنفهم ذلك لو قال خمس مائة للتشابه الحاصل بين الرقمين. أما أن يذهب إلي هذا الرقم فلابد من إشارات استفهام كثيرة اللهم إذ كان قد سمع أن مصر أم الدنيا فأعطاها نسبة 20 % من تاريخها.
وفي الشق الأخير من المداخلة ، تكلم عن الزعيم التاريخي بيجل وقال إنه رفض مباركة الانقلاب نتيجة لوفائه وقد أصاب في هذه الفكرة ونحن نثمن هذا الوفاء والصدق والتشبث بالشرعية والثبات علي المواقف .
ونرجو أن لا يتعرض للخيانة والغدر وان يكون يقظا كما نطالبه بقراءة هذه الورقة ويعتبرها مرجعا يوثق به. كما أحيله لمطالعة مواقع إخبارية كتبت بها سابقا مقالا عنونته بالوصايا العشر،فيه شيء من أخبار النواب .!
زينب بنت سيدين