يبدو أن العمل الجماهيري الذكي الذي قام به العمدة الحالي لبلدية كيفه الدكتور جمال ولد كبود خلال مأموريته الأولى مازال يُؤتي أكله؛فحين زُلزلت الساحة من تحت أقدامه من طرف أقوي النافذين من رجال أعمال وزراء وغيرهم من أدوات السلطة في انتخابات مايو خرج الرجل بفوز مريح فاجأ الرأي العام وأربك الساحة السياسية المحلية وأخلط الأوراق وجرد شخصيات كبيرة من قوة زائفة كان يعتقد أن لا شيء يقف أمامها.
وكان لافتا في ذلك الفوز تداعي الفئات الهامشية وقدماء سكان المدينة وطيف واسع من التنظيمات الأهلية الشبابية والنسوية حول الرجل أبان عن عمل دؤوب ومدروس داخل الأوساط الشعبية مكن من كسبها وجرها بكل سهولة للتصويت ضد إرادة المخزن والدفع بالرجل إلى فوز تاريخي.
وهناك فإنه بات يترسخ لدى الجميع أن الاعتماد على أبناء الجلدة لن يفيد وحده في اللعبة الانتخابية داخل دائرة ضخمة كبلدية كيفه.
ولد كبود سارع بُعيد النجاح إلى ترميم صورته فأخرج قواعده في مسيرة كبيرة تحمل الصور المكبرة لرئيس الجمهورية غزواني ثم واظب على التأكيد على دعمه لبرنامج هذا الرئيس في كل الفرص السانحة.
وأخيرا اختار ولد كبود أن يكون أول فاعل سياسي موال بولاية لعصابه يطلق مبادرة تنادي بالمأمورية الثانية حيث استطاع يوم أمس أن يحشد الآلاف على ربوة حاضرته"كبود" في مهرجان شعبي شاركت فيه أطياف وفعاليات مثلت كافة سكان المدينة في عمل غير مسبوق في تاريخ البلدية إذ أن كافة السياسيين هناك يعتمدون فقط على التجييش القبلي عند أي تحرك تعبوي.
اللوحة التي ظهر بها أمس مهرجان ولد كبود تعد عملا شعبيا نادرا أُعد بعقلية مدنية تحلت بقدر كبير من المسؤولية والالتزام.
في غضون ثلاثة أشهر فقط يخلق ولد كبود الحدث مجددا ويصنع المفاجأة ويثبت أنه بات رقما شعبيا كبيرا وأن ما بدأه في الحملة الانتخابية الماضية لازال يقطف ثماره.
إن اقتراب الاستحقاق الرئاسي سيجذب اهتمام غزوني ومؤيديه فقد أدركوا أن ولد كبود بات حليفا هاما يوثق به، وأن ما بناه من قواعد شعبية في بلدية كيفه أسس على أركان متينة لذلك وجب على كل السياسيين الاستفادة من تجربته الاستثنائية فضلا عن البحث عنه وكسب وده واجتذاب دعمه.
محمد المحتار الصافي