في كل موسم خريف تتعرض المدن و عشرات القرى بولاية لعصابه للأضرار بسبب العواصف والأمطار فتتهدم المساكن ويخسر المواطنون الكثير من الممتلكات فضلا عن الأنفس، وعند كل مرة تقوم السلطات بإحصاء الأضرار ثم يزور الحاكم أو الوالي أولئك المتضررين.
وخلال هذا ما مضى من هذا الموسم خلفت العواصف أضرارا جسيمة في عدد من القرى وكررت السلطة نفس الخطوة التي اعتادتها منذ سنوات.
المتضررون قبل 20 سنة مازالوا في انتظار مساعدة الحكومة مثلهم من تضرر قبل 10سنوات و5 سنوات وسنتين. لم يجد أي من هؤلاء خبرا من البعثة التي زارته ذات يومئذ وأسالت لعابه ، وهناك لم يبذل المنفقون عند هذه الحالات حبة واحدة ولم تتدخل أجهزة الدولة ولم يبال المنتخبون ولا رؤساء القبائل بهذا الصنف من الضحايا.
الحظوة دوما عند مثل هذه الحوادث إلى جانب من يتذوق القوم حولهم طعما سياسيا . من تكون مودته فرصة للتزلف ومناسبة للمحاباة وتسجيل الأهداف السياسية.
في إرشيف الإدارة بولاية لعصابه ومنذ عدة عقود تُسجل آلاف الأسر المتضررة من السيول وغيرها من الطوارئ الطبيعية في قرى تعيش فقرا مدقعا وحرمانا قاتلا دون أن يهتم بهم أحد. جميل أن نهب جميعا من أجل مساعدة مواطن يحل به مكروه أو تنزل به ضائقة ، وأجمل من ذلك أن يكون ذلك الفعل استجابة لنداء الضمير وأداء للواجب دون أي مآرب شخصية أو أغراض شخصية ،ودون أساليب الاستعراض.