أرجو من العميد محمد يحظيه ولد أبريد الليل أن يتدارك أن الديمقراطية لا تتحمل أن يكون الجيش الوطني حزبا سياسيا مسلّحا، يلجأ للقوة من أجل استمراره في الحكم ؛ بفرض نتائج الانتخابات المزوّرة؛ أو انقلاب عسكر؛ أو تصفية عرقيّة،أو إبادة جماعيّة.
مالا يريد أن يعترف به العميد ولد أبريد الليل هو أن المطالبة بعدم الزّج بالمؤسسة العسكرية في مستنقع السّياسة حتى لا أقول في الحلبة السياسيّة ليس خوفا على السّياسيين المدنيين. وإنّما لضرورة تناغم المسار الديمقراطي واستمراره كنمط للعيش. وليس لأنه مجرد نظام حكم لجلب مساعدات الممولين الدوليين على غرارا الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. لأن نظام الحكم الديمقراطي والمدني هما جزءان من النظام الديمقراطي الشامل. ولأن الزّج بالمؤسسة العسكرية في السّياسة هو فتح باب الخطر المحقق نحو دولة فاشلة يحكمها قائد أو قادة أقوياء سرعان ما تنهار الدولة وينهار الجيش معهم ويسقطون في "كبّة" التاريخ.
على ولد أبريد الليل أن يعي أن سبب فشل العراق وليبيا وسوريا وقبلها ليبريا ورواندا.. هو استخدام القادة للمؤسسات العسكرية كأذرع سياسية. و هذا للأسف هو حال الجزائر وموريتانيا وأتشاد وغيرها.
إن اغتيال الدولة الوطنيّة يتجسد في الإستقواء بالجيش لصالح إحدى مكونات الشّعب.
الجيش ينبغي أن يكون ملاذا للشّعب كله. وأمانا للشّعب كله. الجيش ليس آلية لفرض هيمنة فئة معية على الشّعب. إنما الجيش الوطني قناعة ومؤسسة للدفاع عن الشّعب ومصالحه بكل ألوانه وتحت كل الظروف. والعكس هو المنطق هو الذي أغرق صدّاما والعراق والقذافي وليبيا ويغرق بشارا وسوريا معه؛ اليوم ، للأسف الشديد.