إن التعليم في موريتانيا يتخبط في ظلام دامس منذ عقود من الزمن حيث ارتبك المخططون له وأصبحت حكامته حائرة لاتعرف من أين تبدأ، فتراكمت المشاكل واختل توازن المنظومة وذالك في نظري يرجع إلى قلة تحديد الأهداف والمرامي، وقلة معرفة الإستراتجيات الجادة والخطط النافعة، والاعتماد على الارتجالية وقلة التنظيم وضعف التخطيط و الحكامة....
وقد قدمنا النصح لبعض وزراء التهذيب الوطني المتعاقبين على كرسي الوزارة وخاصة في الفترة الأخيرة بعد أن تقاعدنا وقل لقاؤنا بالمسؤولين الذين كنانعمل معهم إدارياو كانت لهم علاقة بالوزير المعني مباشرة، ومن المفترض أن يكون لهم رأي في سير منظومة التعليم، إلا أن ذاك النصح أخيرا، ضرب به عرض الحائط على ما أعتقد، وعليه فإنه نظرا، لما وصل إليه التعليم حالا من انحطاط مع الاسف فإني سأقدم النصائح التالية بعد أن علمت أنه تم تعيين وزير للتهذيب الوطني وإصلاح التعليم، يده من الأيادي البيضاء، وأعلق عليه آمالا جساما في أن ينتشل منظومتنا التربوية من الغرق. ولتحقيق ذلك الهدف النبيل الصعب فإني أنصح باتباع الخطوات التالية:
1_تنظيم الوزارة بتطبيق القانون بحيث لا يكون مديرا ولارئس مصلحة،إلا من يستحقها بإطاره وشهادته وتجربته وإخلاصه في العمل ونزاهته ومردوديته، ويمكن أن يبرهن على ذالك.(لم يكن قولاباللسان فقط)
2_إعطاء كل قطاع لأهله فيعطى التعليم الأساسي لأهله المتخصصين فيه، ويعطى التعليم الثانوي للمتخصصين فيه. وتحددالمسؤوليات ليتحمل كل شخص مسؤوليته ويكون له أوعليه.
3_فصل التعليم على المستوى الجهوي بحيث تكون إدارة جهوية للتعليم الأساسي وإدارة جهوية للتعليم الثانوي .
4- ينتقى موظفون من التعليم الأساسي ليديروا ،إدارات مدارس تكوين المعلمين ويكونون من سلك المفتشين السلك الثاني، أو السلك الأول لهم تجربة وأقدمية ومعروفون بالجد والإخلاص.
5_على الوزير أن يحدد الأولويات حسب الإمكانيات، فلا يسعى لأن يحقق كل الأهداف،دفعة واحدة، فالقطاع متهالك وخرب، وبنيانه غير متناسق.
6- وأول شيء يجب أن يبدأ به بعد تنظيم الوزارة هو طرح السلاح وجلب المودة بين التعليم النظامي والتعليم الخصوصي، فليس أحدهما عدو للآخر.
ويجب أن يعرف الجميع بأن المدرسة الجمهورية كما يقال لا يمكنها أن تنجح أهدافها بين عشية وضحاها، ولن تتحقق إلا بغربلة التعليم ،النظامي، والتعليم الخصوصي بترك المفيد، وإزالة غيرالمفيد، فعلى الوزارة أن تعرف بأن التعليم الخاص رافعة من رافعات التعليم في التمدرس جميعا، وللبنات خاصة ورافعة كذالك في تحسين الكيف والنجاح في المسابقات الوطنية (دخول الإعدادية_ وشهادة ختم الدروس الإعدادية _والباكلوريا).
و من قادة التعليم الخصوصي الآن، أطر أكفاء ممتازين، وبأمكان الوزارة أن تجعل المدرسة الجمهورية تتحقق بتكاتف الجهود بين التعليم النظامي والتعليم الحر، أو الخاص، وذالك لأن القانون واضح في تحكم الوزارة في النظامين، وعليها أن تفرض نظامها،وسلطتها ،ومقرراتها على كل النظامين، فتوحد الجهود بدل الاجتثاث، وتفرض البرامج بدل التشاحن والتباغض، والفوضى ،فيجب ،أن يكون للمدرسة الخاصة معايير، وإلا، تغلق إذا لم تتحقق تلك المعايير. التي يجب أن يكون من بينها جودة الطاقم ومرتنته ماامكن وجودة البنية التحتية والتمسك بالمقررالدراسي بكامله .
فالتعليم الخاص يجب أن يكون وطنيا، ويسير، ضمن، منظومة إستراتجية، وزارة التهذيب الوطني وإصلاح التعليم ،بذالك تتحقق المدرسة الجمهورية.وتسيرالمنظومة بالود والإيخاءوالانتاجية وتتحسن لامردودية. ويستقطب التعليم النظامي التلاميذشيئافشيئا.
7_الأولوية التي تعتبر اساسية للمنظومة وهي جوهرالقضية ولبها تتعلق بتكوين المعلمين على طرق التدريس فأقول لكم وبصيفتي خبيرا في طرق التدر يس بان جل المدرسين إذالم اقل كلهم أنهم بحاجة للتكوين في طرق التدريس ( ديداكتيك)التدريس وخاصة تلك المقررالتدريس بها في مناهج وزارة التهذيب الوطني. إن تدني مستوى التلاميذ في المدارس الأساسية يرجع إلى عوامل عدة منها الاكتظاظ وسوء بعض البنية التحتية للكثير من المدارس بالإضافة إلى ماقلت سابقا عدم معرفة المعلمين الجددوالمعلمين القدماء بطرق التدريس القديمة والحديثة فالمعلمون هجرواطرق التدريس القديمة منذوأكثرمن عشرين سنة ولم يعرفوا طرق التدريس الحديثة لأن مدارس تكوين المعلمين تحتاج لطواقم يعرفون الديداكتيك وأن كان من بينهم ثلة قليلة لديهاخبرة بطرق التدريس القديمة وكل ذالك ينقصه التركيز والمهنية.
سيقول البعض بأن جهل طرق التدريس ليس عائقاجوهريا في تدني المستوى فأقول لكم أن العلم في الكتب وكل معلم بأمكانه إذا تمكن من معرفة طرق التدريس والتقنيات المتعلقة به أمكنه أن يحضر،مقطعا،تعلميا، أو درسا إن شئت .
فالمشكلة الكبيرة هي جهل طرق التدريس والتقنيات المتعلقة بذالك . فطواقم التدريس في موريتانيا لاينقصها المستوى الأكادمي وإنما المشكلة في علم التدريس(الديداكتيك) الذي يتركزاساساعلى إفهام، المتعلم، المحتويات، المتعلقة، بالمعارف، والمهارات، والكفايات،
7- إن على الوزارة أن تضع إستراتجية تقضي على إطار معلم، ليبقى ،إطار، أستاذ، فقط، إذا كان لابد للوزارة أن تبقى وزارة التهذيب الوطني.
إن أطار معلم يجب أن تزول من منظو،متنا ،التربوية، فكانت موجودة، أصلا للضرورة بسبب قلة الأطارات وقلة أهل الشهادات والآن أصبح أهل الشهادات كثر لله الحمد في جميع التخصصات،فيجب أن لا يكتتب من الآن فصاعدا للتعليم إلا إطار أستاذ ويكون حسب المستوى الذي سيدرس، يكثف تكوينه، في ذالك التخصص.(إما أستاذ للتعليم الأساسي أو أستاذ التعليم الثانوي)، ويركز تكوين الشخص على أي منهما اكتتب له.،ويتخذ،قرار،للتكثيف ،من تكوين المعلمين الحاليين ليحصلوا بالتدرج على إطارأستاذ،ويساعد،في ذالك أن من بين الكثيرمن المعلمين حاصل على شهادة عالية في تخصص ما؟ وانطلاقامن ذالك يجب على الوزارة أن لاتسند،تدريس، مادة التربية الإسلامية لمن لا، يقرأ القرءان والحديث قراءة صحيحة .
8- قبل هذا وذاك يجب التفكير في المستوى المادي للمدرسين بحيث تخصص للطبشور على الأقل مائة ألف أوقية،في هذه الفترة وتزاد العلاوات الأخرى بالضعف حتى يتمكن المدرس من خدمة مهنته ويتفرغ لها، ويصبح كما كان شريفا محترما مقدرا من طرف الجميع فلافائدة في تنمية الا،اذ،كان، التعليم في أولوياتها. 9_إن التكوين المستمررافعة للمدرس لا غنى له عنها الا ان التكوين المستمر يتعلق أساسا بفئة المفتشين الذين كانوا قادة للتعليم الأساسي وقدوة للجميع والآن أصبحوا في أسفل القاطرة من حيث المستوى المادي والمستوى المعنوي فأصبح كل احد يحل محلهم يسيرون على أقدامهم لا،قرار لهم يتحداهم كل من هب ودب، فكان مفتش التعليم الأساسي ينتقى عن طريق مسابقة شفافة ويتكون في المدرسة العليا للتعليم (e,n,s )من سنتين إلى اربع سنوات وعندما يتخرج يصبح قائدا ،اينما ،كان رئس مصلحة تلقائيا ولديه الكثيرمن الصلاحيات وكان في السبعينيات وحتى الثمانينيات تعويضه المادي أكثر من الحاكم وأقل من الوالي والآن ماهو وضعه المادي ووضعه المعنوي ؟؟؟
إن المفتش هوالقائدالفعلي للتعليم الأساسي المسؤول عن التأطيرالمستمرويحددالحاجة من التكوين المستمر،إنه هوالذي يفتش المعلمين والمديرين التفتيش الإداري والتربوي ويحددالحاجات ويعمل على سدكل الثغرات ،يقوم بالزيارات المبرمجة والمفاجئة لكل المدارس التابعة لقطاعه يستوي في ذالك المدارس النظامية والخصو صية يرفع تقارير تلك الزيارات للإدارة الجهوية التابع لها.
إذا،نظم ،وزيرالتهذيب الوطني وزارته وحكامته وأعطي لكل ذي حقه حقه واصبح الجميع راض فإن منظومة التعليم سوف ينفض عنها الغباروتتقدم وتسيرعلى بركة الله فالوزيرسيكون مخلصا كعادته في النهوض بالقطاع الذي يسندإليه بل أقول ولاازكي على الله احدا،إنه سيكون مخلصافي مااسندإليه ،والله تعالى اعلم.
المفتش، للتعليم الأساسي- المتقاعد.
محمدينجه الشيخ احمد
بتاريخ ٨/٧/٢٠٢٤