تعيش مكاتب ولاية لعصابه فراغا مميتا حولها إلى مكان مهجور عزف المواطنون عن زيارته بسب عجزه التام عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات والمهام التي يطلبها المواطنون. وقد باتت هذه الولاية وكرا موحشا ولم يعد يطوف بها غير بعض المسؤولين الجهويين والأمنيين الذين يقضون بعض الوقت مع السيد الوالي لشرب الشاي وتبادل أطراف الحديث.
لقد فقدت الولاية بريقها وأضحى الباب خاليا من المواطنين الذين عرفهم في الزمن الماضي وهم يريدون إنجاز مهماتهم.
فالركود الاقتصادي الذي تعرفه الولاية حول المسؤولين العاملين بالمكاتب إلى عاطلين عن العمل لا يشغل بالهم غير النظر في الحواسيب للقراءة أو اللعب.
لا مشاريع عاملة بالولاية ولابرامج تنموية تبعث حركة وحيوية وكافة المصالح الجهوية شبه مغلقة لعجزها وافتقارها إلى الحد الأدنى من الوسائل فانصرف المواطنون لشأنهم ليواجهوا مصيرهم مع حياة يطبق عليها العطش والغلاء وضنك العيش.
لقد أضحى هذا الفراغ حقا مميتا ومؤرقا وهو ما يدفع السيد الوالي للخروج عن جدران ذلك المكتب الكئيب من حين لآخر إلى محل إقامته واجدا من غياب الكهرباء عذرا لقطع ذلك الملل والروتين الباعث على الضجر.
رحم الله زمانا كان مبنى الولاية في كيفه شيئا مذكورا وكان وجهة المواطنين لطرح قضاياهم ومشاكلهم.