أطلت على الطاقم التربوي بمدينة كيفه منذ أزيد من اسبوعين المنسقية الجهوية للشؤون الإجتماعية والطفولة والأسرة والإدارة الجهوية للتهذيب الوطني بولاية لعصابه بخبير في حقوق الطفل ليبدأ تكوينا من يوم واحد لمجموعة من مديري المدارس الإبتدائية وبعض المعلمين، كل ما في هذه الورشة التكوينية تجريم عقوبة الأطفال بالضرب ومنعها منعا باتا ليتفاجأ الطاقم التربوي في نهاية الورشة بأن هناك مبلغ الف أوقية كتعويض يتسلمه المعلم بعدما يوقع أمام اسمه ودليله المالي، وهكذا وتمر الأيام ليطلب بعد ذلك من مديري المدارس أن يقوموا بتحسيسات حول حقوق الطفل مقابل عشرين الف أوقية وهكذا أتساءل : لماذا لم يتم إشراك المعلم في هذه العملية التحسيسية ؟وهل مشكل العقوبة البدنية يتصدر أولويات مشاكل أطفالنا؟أم أن هناك مشاكل أخرى أكثر إلحاحا وأجدر بالتحسيس؟ وقبل أن أتناول هذه التساؤلات بشئ من التفصيل أود أن أشير إلى ملاحظات أهمها:
أن الماة:17 من المقرر701 والذي تم إنشاؤه في ستينيات القرن الماضي وحتى قبل مصادقة موريتانيا على الإتفاقية الدولية لحقوق الطفل تمنع كل عقوبة جسدية منعا باتا، ثم أن الولايات المتحدة الآمريكية وهي أكبر بلد في العالم اقتصاديالم تصادق بعد على هذه الإتفاقية وكذلك تعتبر المصلحة العليا للطفل مبدأ من مبادئ اتفاقية حقوق الطفل،وهنا أشير إلى إجابة للشيخ الدكور صالح بن فوز الفوزان -حفظه الله تعالى ورعاه- وهي: أن الضرب وسيلة من وسائل التربية وأن السلف كانوا يستعملونه بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالضرب- كما يقول الشيخ- فقال صلى الله عليه وسلم:<< مروا أولادكم بالصلاة لسبع وأضربوهم عليها لعشر>>.
بل الله جل وعلا- والكلام للشيخ- أمر بالضرب أيضا للتأديب في حق الزوجات. أما عن المحاولة للإجابة على التساؤلات السالفة الذكر فمن وجهة نظري أنه كان ينبغي أن يتم تحسيس التلاميذ من طرف المعلمين بوصفهم من توكل إليهم مهمة تربيتهم وليس التحسيس إلا جزئية من تلك المهمة على أن يتم تحسيس الآباء من طرف مديري المدارس أما وأن يتجاهل المعلم في أدق خصوصياته(الطفل) فهذه سنة درجت عليها الجهات المعنية فالحصص الإضافية ميثال حي كذلك .
أما بخصوص التساؤل الثاني فأنا أرى أن الطفل الموريتاني يعاني من مشاكل جمة كالتسرب المدرسي، والعمالة ،والإهمال، والتسيب... وغيرها فكان من الأولى أن نجعل هذه المشاكل نصب أعيننا بدل مفاهيم استجلبناها من الغرب بالنسبة لهم أولوية،أما بالنسبة لنا فقد لاتكون كذلك.