في أحلك الحقب الشمولية التي مرت بها البلاد لم يجرأ وزير إلى هذا الحد من استفزاز الطيف السياسي المعارض، ولم يبلغ أي من أعضاء الحكومة مثلما يفعل ابراهيم فال من الدوس على مشاعر كل الحالمين بمستقبل ديمقراطي يتعاطى فيه أطراف اللعبة بالشفافية والاحترام.
الرجل تجاوز كافة حدود اللباقة وفاق جميع التوقعات التي يمكن أن تبلغها مستويات الخشونة السياسية.
مدرسون يساقون رغما عنهم زمرا في كافة الولايات لتقديم البيعة لحزب "السلطة" وأمام تلاميذتهم يُجَرُّونَ بهذه الطرق البائسة في أكبر إساءة إلى رسل العلم والفضيلة.
إنه هَدْمٌ جديد لقطاع يتدحرج من الكارثة إلى المأساة؛ تعليم فشل وزيره في إصلاحه فهرع إلى تسييسه واستخدام نفوذه في فرض مواقف محدده على عمال أخذ منهم اليأس والضياع وانسداد الأفق مبلغا جعلهم فرائس سهلة أمام أضعف الوحوش.
مساعي هذا الوزير لإظهار مربي الأجيال إمَعِيِّينَ لا يمتلكون قدرة على الرفض والتحدي والانتقاد، ولا يدركون الفرق بين المهني والسياسي هي مسألة مدمرة ترسخ تعليما لا يفيد في خلق إنسان صالح ... تعليم بهذه الأساليب الفظيعة لن يعلم أطفالنا غير الكذب والجبن والكسل.