تطرح قضية عجز السلطات عن التعرف على الفقراء بولاية لعصابه مشاكل كبيرة تنسف جهود الدولة في تدخلاتها لصالح هذه الفئة وتحول العمليات التي تستهدفها إلى مظاهر من العبث والإضرار بالمواطنين وتحول الاهتمام بهم إلى فصول جديدة من إهانتهم والتعريض بهم وضياع حقوقهم.
فعند كل مرة تجري عملية لصالح هؤلاء إذا بالسلطات مرتبكة؛ عاجزة عن التعامل.
آخر ذلك ما يحدث اليوم عند أبواب محلات العملية الرمضانية؛ حيث يحاصر المئات من مجهولي الهوية هذه الأماكن ويتكدسون في الطوابير دون تبيان أي مستحق ودون أن تهتدي هذه السلطات على من يجب أن يستفيد.
الأمر الذي أضاع وقت الفقراء وفاقم مشاكلهم ووضع مجهود الدولة في مهب الريح ؛فقد اختلط الفقراء بالأغنياء وصارت العملية في جوانب كثيرة منها إلى التربح من تلك المواد وزادت من نقمة الفقراء على من يتولى أمرهم.، والتجارب في هذا الصدد كثيرة وطويلة.
لا توجد دولة على وجه الأرض تعيش مثل هذه المشاكل التافهة فقد كان ينبغي إجراء عملية مسح بسيطة للتعرف على مستحقي مساعدات الدولة وتشكيل بنك معلومات في هذا الشأن وتحيينه عند الضرورة ؛وهو العمل الذي يجنب الحكومة الكثير من الخسائر ويمكن الفقراء من مسك أقواتهم بكرامة.