أطلق رجل الأعمال الشاب السيد أحمد ولد الحسين منذ سنتين عدة مشاريع زراعية من خلال تعاونيات أسسها تهدف إلى تدشين عمل جماعي يقود إلى تذليل المشكلات وخلق فرص أوسع للإنتاج؛ وفي هذا الصدد بدأ زراعة النخيل والخضروات والأعلاف في مزارع مختلفة في مقاطعات كرو وكيفه وباركيول بولاية لعصابه مثل تجارب بوكرفه، أجل ، كمبل كرو، و أفريع إكيك.
وكالة كيفه للأنباء دخلت يوم أمس المشروع الزراعي الذي تنفذه تعاونية "لجداد" في وادي "أجل" ببلدية انواملين ؛ حيث شق الرجل بئرا ارتوازية جهزها بنظام ري عصري لسقاية المزروعات من نخيل وخضروات وأعلاف حيوانية.
ولد الحسين قال في حديث لوكالة كيفه للأنباء أنه توجه إلى المجال الزراعي بأمواله الشخصية وبمجهود ذاتي إيمانا منه بضرورة تدشين عهد جديد من الاعتماد على النفس والعمل على الاكتفاء في مجال الخضروات، مبرزا أنه من غير المعقول أن يظل أهلنا ينتظرون لإعداد طعامهم ما يأتي من وراء الحدود التي قد تتأثر بعوامل ومستجدات تجعلنا في أي وقت محاصرين؛ مضيفا أن الأراضي شاسعة وخصبة ولا ينقص غير التصميم والتضحية وشيء من تدخل الدولة لتذليل بعض العقبات التي تُعْجِزُ المزارعين.
وأعرب ولد الحسين عن شكره للمندوب الجهوي للزراعة وطاقمه على الزيارة التي قاموا به مؤخرا للمزرعة، كذلك لمشروع الواحات الذي يصغي جيدا للمزارعين ويهتم بمشاكلهم.
ولد الحسين ناشد رجال أعمال الولاية وكافة الفاعلين والمنظمات وكل المهتمين بشؤون التنمية وهموم المواطنين إلى التنادي من أجل إحداث ثورة زراعية في البلاد ، وشدد على أن ذلك هو الضامن للأمن الغذائي وسعادة السكان ،وهو من جهة أخرى أحد تجليات اكتمال الاستقلال والسيادة، وعبر عن عزمه رفقة زملائه في اتحاد روابط تطوير الزراعة والتنمية عن الاستمرار حتى يتحقق الهدف وهو أن نزرع ما نأكل، وشدد على أن إهمال الاقتصاد الريفي سيؤدي إلى هجرة سكانه إلى المدن الكبرى وهو ما سيفجر مشاكل اجتماعية وأمنية خطيرة يجب تجنبها عبر تثبيت هؤلاء في مناطقهم بخلق تدابير وظروف ملائمة.
تعاونية "لجداد" نجحت في زراعة الأصناف المهمة من الخضروات كما أنتجت كميات معتبرة من الأعلاف بالإضافة إلى تحسين إنتاج النخيل، وفي هذا المضمار خلقت العديد من فرص العمل، كما شحذت بقيادة رجل الأعمال ولد الحسين همم السكان المحلين الذين اكتشفوا ما تكنزه الأرض من خيرات فعاد الكثير منهم للزراعة.
الوكالة تحدثت أيضا إلى عدد من المستفيدين والعمال داخل هذا المشروع فأبانوا عن سعادتهم بهذا العمل المثمر، حيث أكلوا وباعوا،وعبروا عن امتنانهم لصاحب المبادرة؛ وطالبوا السلطات العمومية بمتابعة هذه المشاريع عن كثب ومساعدتها على تجاوز التحديات.
كثيرون يسفهون مثل هذه المشاريع ويثبطون من عزائم أهلها وينعتونهم بالذين ينسفون أموالهم في استثمارات خاسرة؛ غير أن ذلك الحكم لا يستقيم فذلك الشعور إنما هو مظهر سلوكي معيق تحكمه الانهزامية النفسية والاتكالية والاستسلام ؛ وحسب ولد الحسين فإن الأمر عسير ولكنه يتطلب ركوب تلك المغامرة وفي النهاية فإن أي إخفاق هو مفتاح لتصحيح خلل مفض للنجاح وبتراكم التجارب والصعود مرة ثم السقوط سنصبح يوما على نجاح نهائي يقود إلى ما ينفع الناس ويمكث في الأرض فلا مستحيل أمام العقل وحسن التدبير والإيمان بصحة الاتجاه ونُبْلِ الهدف.
بون عالي شيخنا/ لوكالة كيفه للأنباء