قرر والي لعصابه فجأة أن تجتمع مجموعة العمل الجهوي المعروفة ب GTR بمدينة كرو وقد تم ذلك يوم أمس على عجل بأحد الفنادق هناك.
GTR المنبثقة عن مشروع ART GOLD ، كان من المقرر أصلا أن تجتمع كل شهر لتدارس مختلف القضايا المتعلقة بالتنمية بولاية لعصابه وهو ما لم يتم الإلتزام به وظلت حبيسة إشارات المشروع المذكور بما في ذلك جدول أعمالها الذي لا تسال عنه؛ إذ يعد بانواكشوط ويأتي معلبا على عكس ما كان يجب أن يجري ، رغم أهمية اللجنة واتساعها فبالإضافة إلى الوالي يشمل أعضاؤها رؤساء المصالح الجهوية وممثلي المجتمع المدني وكافة الفاعلين بالولاية وغيرهم.
الهدف المعلن لنقل أعمال هذه اللجنة إلى مدينة كرو هو أن يطلع السكان بأنفسهم بطرح مشاكلهم واهتماماتهم وإجراء نقاش في المواضيع التنموية التي تهمهم تتوج بالخروج بتصورات ومشاريع يمكن تسويغها للمولين .
إذن هي فرصة أمام سكان كرو لكي ينظروا ما شاءوا مع مشروع ART GOLD الذي جاء مبشرا "بالتنظير".
انتهى الاجتماع بعد أن تغيب أهم الفاعلين ، حيث لم يحضر العمدة ولا واحد من البرلمانيين وكذالك لم يشارك أي من رجال الأعمال ولا الفاعلين الاقتصاديين رغم حيوية المدينة، ولم يقنع الاجتماع أي من الشركاء الأساسيين ، لذلك كانت نتيجته مترهلة جدا ومخجلة ؛ هناك عدد من المشاريع في أذهان المواطنين تم البوح بها في الاجتماع ، لم تصدر توصيات ذات أهمية ، ولم تعط أي جهة التزاما بتنفيذ أي شيء .
كان الأمر تماما هو حلقة من حلقات المسرح الذي يواظب ART GOLD على إخراجه منذ سنتين.
طبعا تنبني فلسفة ART GOLD على جذب المستثمرين والممولين غير انه بولاية لعصابه فشل في ذلك فشلا ذريعا ولم يستطع إقناع ممول واحد رغم مرور الكثير من الوقت على نشاطاته الهستيرية وصار محل تندر الناس وتهكمهم فقد ملوا هذيانه وملتقياته العبثية ووجوه المشرفين عليه الذي يداومون على رحلات مكوكية بين انواكشوط وكيفه.
لقد أصبح هذا المشروع مصدر إزعاج للعمد والمسؤولين لتضييعه لوقتهم في أشياء لم تنفعهم حتى الآن ولم تفد مواطنيهم.
صحيح أن المشروع بنى عند باب الولاية مكتبا بحجم دورة مياه وهو أيضا نفقة وكسوة جماعة ضيقة من البيروقراطيين ولتلك الأسباب يمكن الصبر عليه ، ولكنه اليوم يسئ إلى نفسه مجددا فقد يقول قائل انه استخدم يوم أمس لتضليل سكان كرو و إلهائهم في وقت كان حراكهم المطلبي على أشده .ألم يكن هذا المشروع هو صاحب المشاهد المسرحية الكثيرة بهذه الولاية ؟