خلدت موريتانيا شأنها شأن كل دول العالم تقريبا اليوم العالمي للصحافة، لم تخلده كيوم بل كأسبوع، لكن صبيحة واحدة كانت كافية لنسمع أن موريتانيا تحتل الصدارة فى ترتيب الدول العربية من حيث حرية الصحافة، تقدمنا على تكتل من الدول البوليسية والملكيات الاستبدادية، حيث حرية الصحافة هي آخر ما يتم الاهتمام به. مرجعية مقدسة.
لقاءات دعي إليها الجميع دون مبالغة من حيث العدد، نظمتها التلفزة والإذاعة من أجل مناقشة مشاكل الحقل، دون أن تسفر عن شيء. النقاش ليس قتالا، لكن عليك أن لا تنسى أن تذكر الانجازات التى تحققت منذ السادس من أغسطس.
فى اليوم الأول ترأس الوزير الجديد احتفالية رسمية وأقام مأدبة عشاء مساء الأحد. وكانت المناسبات من أجل تعداد الإنجازات العزيزية. المرتبة المتقدمة لموريتانيا عدم حبس الصحفي، صندوق دعم الصحافة، تحرير الفضاء السمعي البصري. لوحة جميلة يمكن أن تكون وساما. لكننا لم نتحدث عن ضآلة حجم الدعم الموجه للصحافة، الذي كان في البداية مقتصرا على الصحافة المكتوبة قبل أن يتسع ويشمل الصحافة الالكترونية ليحصل كل على جزء ضئيل من الدعم. وهذه السنة سيزداد المبلغ ضآلة إذا ما دخلت الإذاعات والتلفزيونات إلى قائمة الدعم.
فى السنغال المجاور تتلقى كل أسبوعية سنويا مبلغ 11 مليون فرنك غرب إفريقي من الدولة أي حوالي 6 ملايين ونصف المليون أوقية. والقلم ولفي إبدو الأقدم فى الحقل الإعلامي الموريتاني لم يتلقوا العام الماضي ما يصل إلى أربعة ملايين أوقية لهما معا.
لقد تناسوا أيضا أن الصحفيين ما زالوا يعاقبون. فالصحف والمواقع التى تنتقد قائد التصحيح بقوة تواجه هجمة عنيفة. ولا يتم استدعائها بحال من أجل تغطية الأنشطة التى يقوم بها رئيسنا من زيارات كثيرة ومؤتمرات صحفية.
ولم يقل أحد إن هذه المكانة التى احتلتها موريتانيا هي ثمر نضال طويل للصحافة الخاصة من أجل الحرية. هي التى تعرضت للمصادرة والحظر طيلة 14 سنة عجافا ويريد البعض الآن أن يعد هذا المكسب لصالحه. وإذا كانت مراسلون بلا حدود لم تأخذ بعين الاعتبار سوى وضعية الإعلام الرسمي، فإننا لن نكون بعيدين عن وضعية مملكة يكون فيها الملك هو مركز كل شيء.
دعونا نتخيل وضعيتنا ونحن لا نتلقى المعلومات سوى من التلفزيون الرسمي والإذاعة والوكالة؟ لكن كيف أن تستمر اليوميات فى حين أن أسعارها لا تتغير مطلقا، والدولة ليست على استعداد لدعمها بشكل كاف؟ يعمل المهنيون فى الحقل دون حماية ودون عائد لعملهم ودون تسهيل لولوجهم للمعلومة. فى موريتانيا تتلخص حرية الصحافة بصفة أو بأخرى بالإلزام بالصمت.
Le calame N° 881
ترجمة: الصحراء