احتشد المئات من المنتخبين ورؤساء العشائر والبطون ،ومن الأطر والوجهاء ونشطاء القبائل والأحلاف والكتل والحساسيات منذ الصباح الباكر عند مدخل مدينة كيفه الجنوبي، وأخذت كل من هذه المكونات مكانها على جانب الطريق المعبد، ثم بدأ السباق نحو رأس الصف لاستباق المنافسين على السلام على الرئيس حتى قطعوا مسافة كبيرة في اتجاه كنكوصه انتهى بهم إلى حافة مكب قمامة المدينة، في مشهد عجيب يذكرك بلعبة بدوية للأطفال .
امتلأ الفضاء من اللافتات الحاملة للمسميات التي تميز كل طيف، وسط صياح المهرجين الذي أبدعوا في مظاهر حرفتهم ،وكان أحدث ما تفتقت عنهم مواهبهم وضع أحدهم سريرا على سيارة ليتمكن من أداء المهمة من أرفع مكان.
تجاوز المستقبلون منتصف النهار ولما تصل البعثة، وقد أخذ منهم التعب والعطش في يوم لم تكن فيه الطبيعة على الموعد مع الفرح؛ حيث تهب رياح عاتية تحجب الرؤية حولت، الثياب الجديدة إلى قطع مغبرة لا تليق بالأفراح.
هؤلاء صابرون على أذى الطبيعة ويقاومون الرياح التي تنتزع ثيابهم عن أجسادهم .إنهم مصممون رغم كل ذلك على أن يسجل التاريخ أنهم وقفوا هنا للظفر براحة أو نظرات ولد أييه رغم فشله في إيقاف رياح مدير الإذاعة في تيشيت.