توافد قرابة 700 من منتسبي حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، مساء اليوم الجمعة، على قصر المؤتمرات بنواكشوط، للمشاركة في المؤتمر العادي الرابع، حيث سينتخبون هيئات قيادة الحزب واختيار رئيس له، بعد نهاية مأمورية رئيسه محمد محمود ولد سيدي (2017 – 2022).
الحزبُ الإسلامي الأكبر في موريتانيا، تأسس عام 2007، ومنذ ذلك الوقت ظل وفيًا لعقد مؤتمره العادي كل خمس سنوات، وهو ما قال القيادي في الحزب حبيب ولد حمديت إنه يبرهن على قناعة أهل تواصل “بضرورة استمرار وتيرة البناء المؤسسي، واحترام النظم المُسَطّرة”.
ولد حمديت الذي يرأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع، أضاف في خطاب افتتاح المؤتمر مساء اليوم الجمعة، أن التزام الحزب بمواعيد مؤتمره “إضافة نوعية من (المدرسة التواصلية) إلى الحياة السياسية الوطنية”.
المؤتمر يستمر ثلاثة أيام، سيناقش خلالها المؤتمرون تقارير عن حصيلة عمل الحزب خلال السنوات الخمس الأخيرة، مع استعراض مقترحات لتعديل بعض النصوص.
ومن المنتظر أن ينتهي المؤتمر بانتخاب الهيئات القيادية للحزب، في ظل ترقب واسع بين مناضلي الحزب، لمعرفة هوية الرئيس المقبل للحزب، أم أنه سيتم التجديد للرئيس الحالي محمد محمود ولد سيدي.
مسار نضالي
تعود جذور حزب “تواصل” إلى “الحركة الإسلامية” التي بدأت تنتظم في موريتانيا عام 1975، وكان منبعها الفكري من “حركة الإخوان المسلمين”، ولكنها بسبب نظام الحزب الواحد، ظلت حركة سياسية سرية غير مرخصٍ لها.
وحتى بعد دخول البلاد مرحلة التعددية السياسية عام 1991، مُنع الإسلاميون من الترخيص لأي حزب سياسي، ومع ذلك ظلت الحركة الإسلامية حاضرة في الساحة، خاصة من خلال رفض العلاقات الموريتانية مع إسرائيل التي أقيمت عام 1999، حتى تجميدها عام 2009.
بعد انقلاب 2005، والإطاحة بنظام الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع، طالب الإسلاميون بالترخيص لحزبهم السياسي، ولكن المجلس العسكري الذي يقود المرحلة الانتقالية رفض طلبهم، ما دفعهم إلى إطلاق “مبادرة الإصلاحيين الوسطيين” يوم 23 نوفمبر 2005، فمكنتهم من دخول البرلمان والفوز ببعض البلديات في انتخابات 2006.
وفي الانتخابات الرئاسية عام 2007، دعم “الإصلاحيون الوسطيون” ترشح صالح ولد حننا، وفي الشوط الثاني دعموا أحمد ولد داداه في مواجهته مع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، الذي فاز بالانتخابات ومنح للإسلاميين ترخيص أول حزب سياسي لهم في موريتانيا.
انتخب الإسلاميون محمد جميل منصور رئيسًا لحزبهم الجديد، بعد أن كان منسق لجنة المتابعة والاتصال للإصلاحيين الوسطيين، التي ضمت 21 شخصية كانت تشكل النواة الصلبة للتيار الإسلامي، وشكلت بعد ذلك العمود الفقري لحزب “تواصل”.
جددت الثقة في ولد منصور على رأس الحزب عام 2012، ليكون قد ترأس الحزب لعشر سنوات، بعدها انتخب الحزب محمد محمود ولد سيدي خلفًا له عام 2017، فهل يعيد الحزب نفس السيناريو ويمنح ولد سيدي مأمورية ثانية، رغم أن أسماء عديدة برزت خلال الأيام الأخيرة مرشحة لرئاسة الحزب.
حملة انتساب
الحزب المعارض ينظم مؤتمره العادي الرابع، وهو يحتفي بحملة انتساب قال إنها كانت “ناجحة”، إذ أسفرت عن تسجيل 30 ألف منتسب جديد للحزب.
وفي هذا السياق قال ولد حمديت إن حملة الانتساب أسفرت عن “أكثر من 130 ألف منتسب، وهو ما تجاوز الرقم السابق للانتساب خلال المؤتمر الماضي بما يزيد على الثلاثين ألف منتسب”.
وأضاف ولد حمديت أن حملة الانتساب الأخيرة “ترسم بجلاء ملامح مستقبل سياسي واعد لحزبٍ صاعد يحمل مشروعا وطنيا جامعا بمرجعية إسلامية لكل أهل موريتانيا دون استثناء”.
وأعلن الحزب أنه أصبحت لديه “بنى قاعدية في كل مقاطعات الوطن”، وذلك لأول مرة منذ تأسيسه قبل 15 عامًا.
وسبق أن احتفى الحزب المعارض بزيادة عدد منتسبيه في ولايات الضفة، حين تحدث عن زيادة الانتساب في ولاية غورغل بنسبة 216 في المائة، مع “تعزيز نوعي وقوي” في ولاية كيدي ماغا.
وفود من الخارج
شاركت في حفل افتتاح المؤتمر العادي الرابع لحزب تواصل، وفود تمثل 13 حزبا وتشكيلة سياسية قادمة من خمس دول؛ وفق ما أعلن الحزب عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وقال الحزب إنه استقبل وفودا من حركة النهضة التونسية، وحركة المقاومة الإسلامية – حماس (فلسطين)، وحركة البناء الوطني وحركة مجتمع السلم – حمس (الجزائر)، وحزب العدالة والتنمية وحركة العدل والإحسان (المغرب).
بالإضافة إلى وفود من السنغال تمثل التجمع الإسلامي في السنغال، وجماعة عباد الرحمن، وعمدة بلدية تييس، ومنتدى التنمية، وحزب دولي ياكار.
كما حضرت شخصيات عن مختلف الطيف السياسي الموريتاني، وممثلون لسفارات الولايات المتحدة وروسيا وإيران وفلسطين.