قبل ثلاث سنوات شرعت شركة ATTM في بناء مقطع طريق الأمل الرابط بين كيفه والطينطان ، وقد قامت هذه الشركة منذ ذلك الوقت بتقشير الطريق القديم وشق طرق رملية بديلة ، وحتى اليوم لم ينجز من هذا الطريق سوى حوالي 30 كلم. وهو ما معدله أقل من 10 كلم في السنة ! وقد كان عمل هذه الشركة موضوع حديث الناس هنا في الصالونات والشوارع وصار مجالا للسخرية والتندر وحوله تتردد أسئلة كثيرة على ألسنة المواطنين :
هل يعود تأخر الأعمال بهذا الطريق إلى المشكل المالي ؟ هل السبب هو المعدات والطاقم البشري ؟ أم يرجع السبب إلى سوء التسيير والفوضى والإهمال؟ أم أن المهم هو الدعاية الإعلامية التي تحققت يوم بدأ المشروع ؟ أم أن ما يتردد من كون المعدات المستخدمة هي ملك لشخصيات في أعلى هرم الدولة لا تريد أن ترى نهاية الأعمال وذلك بغية مراكمة الربح هو سبب كل ذلك.؟
لقد حير أمرهذه الشركة الناس بهذه المنطقة وأثار دهشتهم ،و الذين من سخطهم على هذه الشركة يتمنون لوكانوا تركوا وطريقهم القديم!
هذه الشركة اقتلعت آلاف الأشجار على جنبات الطريق ؛ فأحدثت دمارا بيئيا كبيرا ! هذه الشركة شقت الطرق البديلة بصورة سيئة للغاية نتج عنها الكثير من حوادث السير وإعطاب ميئات السيارات فتكبد أصحابها خسائر كبيرة. هذه الشركة لم تشغل من عاطلي الولاية غير القليل فكانت تعطيهم الزهيد ، رغم صعوبة وخطورة ما يقومون به من أعمال . هذه الشركة تملأ أجواء هذه المدن بالغبار والأتربة على مدار الساعة وهو ما يتسبب في الأمراض ، فتضن على السكان حتى برش هذه الأتربة بقليل من الماء. هذه الشركة - في عملية مترهلة جدا ومرتجلة للغاية لتعبيد عدد من شوارع كيفه - قامت بتدمير منازل ومحلات الميئات من المواطنين دون تعويض أو أدنى اعتذار. وخربت العديد من أنابيب شبكة مياه المدينة مما تسبب في عطش العديد من الأحياء. هذه الشركة خلفت جرافاتها عشرات الحفر والخنادق وسط القرى ( العجله – فركاكه – أهل الفاظل ) وهو الشيء الذي يقلق السكان على سلامة أطفالهم ففي فصل الخريف ستمتلئ هذه المواقع وتصبح أوكارا قاتلة ومع أن السكان طالبوا بردم هذه الخنادق إلا أن القائمين على هذه الشركة يستعلون على إجابة السكان !؟ هذه الشركة لم تقدم أي خدمات للسكان كما عهدوا من شركات قبلها (صونادير – مندز ) ، ولم تستطع إنجاز ما جاءت من أجله.!
لقد تعاقب على إدارة هذه الشركة منذ بدأت أعمالها هنا ثلاثة مدراء وعند كل مرة يغادر أحدهم ويأتي الجديد يتفاءل السكان ويظنون أن ذلك قد يقود إلى تقدم الأعمال وبمرور الوقت إذا بالليلة كالبارحة !
لقد ضاق سكان مدينة كيفه وما حولها ذرعا بهذه الشركة العاجزة ، وهم يلحون لإيجاد إجابات على الاسئلة السابقة و يريدون رحيل هذه الشركة واستبدالها بأخرى تقوم بعمل جاد في هذا الطريق الحيوي.
إنهم يتمنون اليوم الذي يستيقظون فيه وقد استراحوا من ضوضاء ATTM و ما ينجر عنها من متاعب وإزعاج. وتكدير لصفو الحياة دون أي مقابل.