يواصل عدد من عمال بلدية كيفه اعتصامهم المفتوح في الشارع أمام مبنى البلدية ويدخلون يومهم العشرين ، وذلك للاستمرار في الضغط على سلطات البلدية لفرضها على تسديد رواتب ومتأخرات يقول العمال أن القائمين على هذه بلدية يمتنعون عن الوفاء بها .
العمال بدأوا اعتصامهم في السابع من شهر ابريل و أتخذوا من الشارع الواقع عند مدخل البلدية مسكنا لهم ، حيث جلبوا الحصائر والأسرة و الأواني و أدوات الطباخة والشاي. في النهار يستظلون بالحيطان و بشجيرات الرمض القريبة وعندما يسدل الليل أجنحته يرتخون على فراش منشور عند بوابة البلدية.
لقد حافظوا حتى الآن على سلمية احتجاجهم وكان أول احتكاك لهم بالشرطة قد وقع في بحر الأسبوع الماضي عندما نصبوا خيمة تقيهم حر الشمس فتدخلت الشرطة و طوتها بعد مناوشات مع العمال.
هؤلاء العمال متمسكون فيما يبدو مهما طالت معاناتهم بصورة مكبرة لرئيس الجمهورية كانوا يظنون أنهت ستعجل من حل مشكلتهم أو على الأقل تحفظ لهم جزء من الاحترام لدى السلطات " والحزب " وهو ما لم يتحقق حتى الآن ورغم احتدام "معركة الخيمة" في ذلك اليوم المشهود فإن العمال تمكنوا من إبقاء صورة الرئيس مرفوعة رغم عبث الشرطة بالخيمة ومحتوياتهما .
اعتصام العمال هذا يعتبر تاريخيا إذ هو أول اعتصام بهذا الحجم والعمر تعرفه ولاية لعصابه إن لم تكن المنطقة الجنوبية كلها ، وقد بدأ أصحابه يكتسبون تعاطف السكان حيث تنهال عليهم الهدايا والذبائح والمساعدات الغذائية كما زارتهم بعض الأحزاب والمنظمات والشخصيات للإعلان عن التضامن .
وكالة كيفه للأنباء زارت المعتصمين بعد منتصف ليلة البارحة وكانوا نياما باستثناء واحد منهم مكلفا بالحراسة وقد قام بإيقاظ نقيبهم السيد عمار ولد أو الذي أدلى للوكالة بالتصريح التالي : "منذ أكثر من عشرين يوما ونحن نقضي ليلنا ونهارنا بهذا الشارع نفترش التراب وتلفحنا الحرارة من أعلى وأسفل و لا نلتقي بأهلنا وأسرنا، ورغم ذلك لم يتحدث معنا أي أحد لا من البلدية ولا من السلطات الإدارية بما فيها الوالي ويتعاملون مع قضيتنا العادلة وكأنها تدور في بلد آخر . المسؤولون العسكريون وحدهم هم من زارنا و خاطبنا وجاملنا.
لقد بيننا خيمة لكبار السن الذين أصيبوا بمضاعفات صحية فنزعتها الشرطة. وإننا نتعرض للشتم والتهديد من قبل زملائنا في البلدية رغم أننا نتجه بمطالبنا لمصلحة عمومية بالغت في ظلمنا وهضم حقوقنا .
نحن لم نكن نعتقد يوما أن مواطنين في دولة قانون يطالبون بحقوقهم يتم التعامل معهم بهذا الاستهتار واللامبالاة و إن كل ما نريده هو حقوق وجبت لنا من خدمات أديناها لهذه المؤسسة مقابل ما نعيل به أطفالنا و أسرنا .
إننا لن نظل في هذه الرمضاء إلى الأبد ولن نستسلم للملل والتعب وعندما نخلص إلى أن جميع الجهات المعنية بقضيتنا تستمر في التغاضي والتجاهل فسوف نلجأ إلى خيرات أخرى من أجل حسم الموقف لصالحنا وما ضاع حق وراءه طالب" على حد قول نقيب العمال .
من جهة ثانية يقول مسؤولو بلدية كيفه أن العمال المعتصمين هم جماعة ضيقة تحركها أيادي سياسية و أن اعتصامهم غير مشروع بالنظر إلى توقيعهم لاتفاق مع البلدية في وقت سابق حول متأخراتهم تم بموجبه تسلمهم لمبالغ مالية على أن يتم دمج الباقي في الميزانية التكميلية بعد نهاية شهر الشهر الجاري.