أسفرت الدورة الأخيرة للجنة المغربية الموريتانية المشتركة للتعاون عن نتائج لا تصدق بعضها كرس باتفاقيات موقعة كاتفاقية النقل والعبور التي تربط بين بلدين لا حدود مشتركة لهما وبعضها قدم على شكل ملاطفات ومجاملات فاقت المألوف وزادت عن اللزوم...
فالمغاربة دعوا بالإعمار "الله اعمره دار" لدار الوزير الأول مولاي ولد محمد الأغظف واعتبروه مغربيا أصيلا، والمغربي الجديد أجهش في الحديث عن علاقة أسلافه بالعرش وبالمغرب... وفي هذه الأجواء الانفعالية انبرى بن كيران يقبل تراب نواكشوط بحرقة وعشق منوها بأنه من تجكانت ومن "الرماظين" على وجه التحديد... وطبيعي في لحظات الانفلات العاطفي أن يصدح فتى "الرماظين" بدعوته لإلغاء التأشرة وفتح القلوب والحدود والجيوب والنفوس... ومن المفارقات أنه في نفس لحظة غرق القوم الرسميين في نرفانتهم الأخوية كانت الشرطة الموريتانية تمنع فاعلا سياسيا كان سيرافق زعيم المعارضة الديمقراطية إلى المغرب لحضور ندوة مهمة من الصعود إلى الطائرة المغربية بدعوى انعدام التأشرة مما اضطر زعيم المعارضة إلى تأجيل سفرته تضامنا مع مرافقه... فالهوة إذا ما تزال شاسعة بين الأقوال والأفعال ولن تستطيع انتماءات وعصبيات طارئة أن تكسر رتابة مصالح الدول ولا أن تغير من إكراهات الجغرافيا السياسية.
سلامي ولد خبوزي/ للرأي المستنير