أيها ضباط السامون، أيها الجنيرالات الجدد أين الأخلاق و القيم الإنسانية و المبادئ و الكفاءات ؟ ألا يكفيكم الغبن و الإقصاء في حق لحراطين ، بل أنتم أيضا هنا لقمعهم لمجرد أمهم رفضوا حمل أمتعة التجار كيف تعاملون الحمالة بهذه الاساليب الدنيئة و اللا أخلاقية واللا إنسانية ، لقد تظاهر هؤلاء بعد صبر طويل و أمل أصيل وبطرق سلمية حضارية من أجل الحقوق والكرامة البشرية المسلوبة منهم منذ انشاء ميناء الصداقة الأول (المرفأ). رجال يكدحون ويعملون بجهد جهيد من أجل لقمة العيش من خلال عمل مهين و مدنس للإقطاعيين الذين تحركتم لحماية مصالحهم الحمالة هم رجال لم تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله ولم يثنهم العمل الشاق و الجهد العضلي المضني بعد أن وهن العظم و اشتعل الرأس شيبا و ذهب الشبا في خدمة الأسياد .. لكن صرخات أطفالهم ونظرات زوجاتهم اللاتي لا يعوزهم قلة المال و يبعن الشرف بأي.. لكن الفقر والعوزمنعاه الجلوس في البيت و دفعاه إلى هكذا عمل ، خوفا من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه .. فساقه القدر ليصبح حمالا في ميناء الصداقة يظل الحمالة يعملون دون شفقة و لارحمة يخدمون التجار والإقطاعيين في مشهد تنبعث منه رائحة الإسترقاق و الغبن والعنصرية. تلك عبودية مقنعة و متسترة تحت شعار العمل في الشركات "الوطنية" التي هي تخفي مجموعة من السماسرة و مصاصي دماء الفقراء والمساكين وابناء السبيل والمؤلفة قلوبهم من أبناء الحراطين الشرفاء الوطنيين العاملين من المساهمة في بناء الوطن عن طريق حمل الأمتعة علي رؤوسهم وظهورهم، رجال شرفاء لا يسعون الى الفوضى و لا الخراب كما روج لذلك اباطرة الظلم و باعة البشر. لم نتعجل في إبداء موقف من هذا الحراك الذي قاده العمال و عبروا من خلاله عن حق يكفله لهم الدستور القانون والمواثيق الدولية واتفاقيات الشغل. أما اليوم وقد رأينا الفيلم الذي عرض على موقع السراج المحترم و سمعنا تصريحات بعض الحمالة فقد تحرك ما في النفس من ضيم و مرارة و شعور بالقهر و الظلم الحيف ، فلم نستطع أن إلا أن ندلي بدلونا في حادثة الحمالة التي تعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، بقطع النظر عن جانبها الأخلاقي و الإنساني. شيخ هرم يوصف بأبشع النعوت والأوصاف العنصرية ويتعرض للضرب والقمع الممنهج الوحشي الغير انساني المخالف لقيم و تعاليم الدين الإسلامي السمح من طرف جنيرالات وضباط سامون من البيظان في المؤسستي الدرك والحرس الوطنيين ,ومع هذا ظل الحمالة متمسكون بسلمية اضرابهم طيلة سبعة أيام ننبه هنا الي أن التاريخ لا يرحم وان عمليات القمع ستظل وصمة عار على جبين جنيرالات البيظان الذين قادوا تلك الحملة التي تزيل هؤلاء الحمالة إلا صبرا وجلدا ذوداعن حقوقهم وكرامتهم . لقد جسد هؤلاء الطراطير محتوى بيت المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي: : لا تشتَرِي العَبد إلا والعَصَا معه إِن العَبِيدَ لأنجاسٌ مَناكيد
ولا يفوتني في الختام أن أنوه بتدخل رئيس الجمهورية الذي دعا إلى التفافض مع الحمالة و تلبية رمطالبهم وقد التزم المفاوضون بذلك فهل سيجهض ذلك التعهد كما هو حال أمثاله من الخيارات الوطنيةو الأفكار الجميلة التي تعبر عن إرادة قوية من الدولة تتدخل أيادي خفية لا تريد الخير لهذا البلد و تجهضها ضاربة عرض الحائط بالقيم و الدين و ما حث عليه من ضرورة الوفاء بالعهود .. قال تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" صدق الله العظيم
وأخيرا نذكر الدرك الوطني والحرس الوطني والشرطة من ضباط الإقطاعية بأن صرخات الحمالة ونداءاتهم ومطالبهم المشروعة التي تبدو جلية في فيديو الذي بثه موقع السراج ,ونأمل أنلاتكون تلك الحادثة بداية الأندلاع شرارة حرب لاقدر الله بين الحراطين و البيظان (العرب البربر).والفيديو التالي يظهر المعناة النفسية والمعنوية للحمالة شتم ضباط الإقطاعية لهم : http://www.youtube.com/watch?v=gs0Z... http://www.youtube.com/watch?featur...