خلال أسبوعين فقط قام ثلاثة وزراء بزيارة لمناطق متفرقة من ولاية لعصابه ، حيث كان أول ذلك زيارة نفذها وزير التوجيه الإسلامي ولد النيني لقرية الحرمين بمقاطعة باركيول لزيارة أو تدشين محظرة كان من المناسب جدا أن لا تستكثر على الوالي أو الممثل الجهوي للقطاع الكل تساءل ماذا أتى بالوزير ووفده الكبير فأصبحوا على ذلك التدشين الإستعراضي.
ولا زالت الولاية تسمع قرع نعال النيني طلع عليها وزير التجارة ولد درمان لتدشين 5 أكواخ في مكان منعزل قرب مدينة كيفه لا تصلح لغير زنزانات لأسوء السجون وتربية الدجاج .إنها دار للصناع التقليدين رفضوها وتهكموا عليها وهاهي بعد مغادرة الوزير قفرا يبابا وموطنا للقطط والجرذان .
لقد خطب ولد درمان وتفنن في لغة التمجيد والتثمين والتطبيل وكأن موريتانيا وكيفه بهذه الأكواخ المخجلة دشنت رحلتها إلى الفضاء.
ثم جاءت زيارة وزير التنمية الريفية أخيرا لبلدة لبحير بمقاطعة باركيول ، حيث قام متنفذون بإقناع جهات عليا بضرورة استغلال مياه بحيرة "لبحير " مثل ما بدأ في كنكوصه.
هناك كان ينبغي إرسال بعثة فنية للإطلاع على الوضع وإنجاز تقارير ولكن لكي يكون الحدث دعائيا ومدويا يجب إرسال وزير أعزل فيملأ أسماع المواطنين ما تيسر من كذب.
إنها زيارات عبثية لهدر المال العام وقتل الوقت وتضليل الرأي العام وحولها يدور الكثير من القمز واللمز من لدن مسؤولي الولاية فضلا عن السكان المزورين .
في كل مرة يقوم وزير بمثل هذه الزيارة فإن الوالي يستنفر جميع المسؤولين الجهويين الأمنيين والإداريين وينطلق في موكب كبير تاركا كافة المصالح وهي مغلقة تقريبا و عند العودة من رحلة شاقة لا بد من أخذ راحة ولو بسيرة ما إن تنتهي حتى ينادى عليهم لقد جاءكم وزير في مهمة وعندما تتكشف الحقيقة إذا بالزيارة أقل أهمية أيضا من كل سابقاتها.
إنه موسم توزيع الوزراء للكذب على هذه الولاية التي تتعدد أوجه مشاكل سكانها.
إن لسان حال هؤلاء السكان يقول : اتركوا لهذا الوالي ما يدشن وإن كان قدومكم يجنبه الكثير من الوقوع في مواطن الكذب .