في رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية شددت نقابة الأطباء البيطريين على أن قطاع الثروة الحيوانية ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، واعتبرت أن خطاب رئيس الجمهورية في معرض مدينة تمبدغة 2021، شكل بارقة أمل ووضع الخطوط العريضة لملامح سياسية طموحة لهذا القطاع الحيوي؛ وهو ما ثمنته النقابة عاليا. وطالبت بلقاء رئيس الجمهورية لإبداء رؤيتها لحل مشاكل القطاع.
نص الرسالة كاملا:
رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية:
السيد رئيس الجمهورية،
يعتبر قطاع الثروة الحيوانية ركيزة أساسية من ركائز الإقتصاد الوطني لما يوفره من قيمة مضافة ومساهمته في تحقيق الأمن الغذائي والصحة العمومية وكذا أدواره الاجتماعية الهامة من تشغيل وتثبيت الهجرة الداخلية. السيد رئيس الجمهورية،
إن خطابكم التاريخي في معرض مدينة تمبدغة 2021، شكل بارقة أمل لنا جميعا ووضع الخطوط العريضة لملامح سياستكم وطموحكم لهذا القطاع الحيوي، وهي السياسة التي تسعى للنهوض بواقع القطاع وإخراجه من قاع التخلف الذي يعيشه هذا القطاع الحيوي لآفاق النماء والتقدم وهو الشيء الذي لن يتأتاه دون الاهتمام بالطبيب البيطري وجعله في مكانه المناسب لتنطلق قاطرة التنمية الحقيقية.
وفي هذا الإطار، فإن نقابة الأطباء البيطريين لتثمن عاليا هذه التوجه وما واكبه من استحداث لقطاع وزاري يعنى بالثروة الحيوانية وإنشاء لمؤسسات هامة أسند إليها قمرة القيادة لتحديث آلة الإنتاج في القطاع، ولقد سعت النقابة من الوهلة الأولى إلى ربط الإتصال بالوزارة سعيا منها للمشاركة وتقديم الاستشارة الفنية ومحاولة تقديم بعض الحلول من أجل إشراك الكفاءات الفنية المتخصصة وهو ما لم يتكلل بالنجاح للأسف، ولقد لاحظت النقابة وجود سياسة ممنهجة تعمل على رفد القطاع بكوادر لا علاقة لتخصصاتهم بالقطاع وهو الشيء الذي انعكس سلبا على مستقبله من خلال فشل البرامج والسياسات المنتهجة، وعليه فان نقابة الاطباء البيطريين تلفت عنايتكم الى ما وصل اليه الحال من ترد حيث لم يتحقق أي شيء على أرض الواقع حتى الآن، والقطاع يسير على غير هدى، وبوادر الفشل بدأت تلوح في الأفق، بحيث بات القطاع يعيش فوضى عارمة على كل الصعد، فوضى في مزاولة مهنة الطب البيطري والولوج للدواء البيطري ومراقبة السلامة الصحية للغذاء، كما يعاني من نقص حاد في عدد الأطباء البيطريين في الوظائف الفنية مع كل ما يترتب على ذلك من تدهور للصحة العمومية البيطرية وعدم القدرة على تثمين منتجات هذا القطاع حيث لا بديل عن وجود الطبيب البيطري في مكانه المناسب لأن تغييبه عن مصادر القرار سينجم عنه لا محالة فشل كل السياسات القطاعية. السيد رئيس الجمهورية،
إن نقابة الأطباء البيطريين الموريتانيين لتدعوكم يا سيادة الرئيس لتدارك هذه الاختلالات البنيوية ووضع حد لهذا الارتجال في التخطيط والتنفيذ، كما تضع كامل خبراتها تحت تصرفكم للتعاون من أجل الرقي بالقطاع إلى تطلعات منتسبيه ليكون رافعة تنموية حقيقية لبلدنا .
ونطالب بلقائكم لإبداء رؤيتنا لحل مشاكل القطاع للنهوض به.
والله ولي التوفيق.
النقيب: د. محمد ولد المحجوب
انواكشوط 27-7-2022