يعد الأمن،والرخاء ،ورغد العيش وحصول المواطن على حقوقه من تعليم وصحة وماء وكهرباء دون كبير عناء إلا ما سن من تسبب يعد من مؤشرات نمو المدن والدول في كافة البلدان.
وانطلاقا من هذه الفرضية لم تكن مدينة كيفه في هذه الأيام في وضع تحسد عليه، فقد باض فيها الفساد وعشش في كافة أطنابها، من قذمرة لحقوق المواطنين ,وأكل لها وانعدام للصحة العامة، وهرج ومرج في التعليم ،وصوم لبعض سكان أحيائها قبل شهر رمضان وعن الفساد في كافة قطاعاتها فحدث ولاحرج..
وقد لا تتمالك نفسك عن البكاء ويعتصر قلبك ألما وتذهب نفسك حسرة وأنت تشاهد عمال البلدية وهي تسومهم سوء العذاب غدوا ورواحا وعلى مرآى ومسمع من رجال الدين والسلطات الإدارية وكافة مواطني المدينة يقضون يومهم وفي حر الصيف تحت ظلال الأشجار تلفح أجسامهم رياح السموم يتجرعون الماء الساخن ويبيتون ليلهم على الطوى أمام مباني البلدية ويبلغ بك الأسى مداه إن كنت من أصحاب الضمائر الحية أو ممن في قلبه مثقال حبة خردل من الإيمان أن تعلم أن هؤلاء العمال المضربون المعتصمون بعضهم أرباب أسر يعيل صبية زغب الحواصل والآخر قيضه الله أن يكون مصدرعيش لأرامل وثكالى وجلهم قطع منتصف مسافة سباق الحياة، في أن البلدية لاتقدم للمواطن ولم ولن تقدم في تاريخها إلا أخذ الأموال من الضعفاء لترد على الأقوياء .
أما إذا يممت وجهك إلى مستشفى المديبنة فينتابك الخشوع ذاعنا لقدرة الله وتعتبر حقا إن كنت من أولى الأبصار فترى هذا المرفق الحيوي بعد أن هجر أصحابه تطبيق منهج الله هجرته الحياة وسلط الله عليه أضعف مخلوقاته فصار مسكنا للسحالي والوزغ ومكان قوت للقطط والحيوانات السائبة.
أما دكاكين الأمل فحدث ولاحرج فلا تبيع إلا لمن تريد وأكثر معاملتها وصفقاتها يتم في جنح الليل ولعلها أساءت فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من أدلج بلغ المنزل ) فقالت هي قياسا عليه من باع بالليل بلغ الربح وليس التعليم عن الواقع ببعيد ناهيك عن الماء والذي هو عصب الحياة فالبعض من سكان المدينة صار حكمه التيمم إن كتب له البقاء من شدة العطش،وإن ذهبت بك الأقدارإلى جنوب المدينة حيث الجزارون ومستعمرتهم وهوامها وتساألت عن كيفية الذبح أجبت بأنهم يذبحون الذبيحة بعد أن استكملت رزقها وطوى إزرائل ملفها ولم تبق إلا جثتها التي لايضرها سلخها بعد ذبحها ولا يبيح أكلها ما فعل بها!!!!! فمتى سيزول هذا الوضع المأساوي ومن المسؤول عنه؟!