للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1989، عادت الحكومة الروسية لتمنع الوكالة اليهودية من النشاط على أرضيها، وترفض تنظيم هجرة يهودية من روسيا إلى إسرائيل. وقالت مصادر في الوكالة، إن السلطات الروسية سلمت مكاتب الوكالة اليهودية في موسكو وغيرها من المدن الروسية الكبرى، أوامر صادرة عن وزارة القضاء في موسكو لوقف نشاطها. واعتبر هذا الإجراء ضربة للوكالة، خصوصاً في هذه الأوقات، حيث تعاني روسيا من آثار المقاطعة الغربية وتزداد صعوبات المعيشة، ويرتفع عدد اليهود الذين يطلبون الهجرة إلى إسرائيل ولكنهم لا يستطيعون بسبب الحظر على الطيران الروسي. وقالت المصادر، إن الوكالة اليهودية بدأت تجد حلولاً التفافية لتهجير اليهود من روسيا عبر دول أخرى. لكن الأوامر بوقف نشاط الوكالة يؤدي إلى شلل في كل شيء.
ورفضت الوكالة اليهودية من جهتها، التعليق على التعليمات الجديدة وأصدرت بياناً اكتفت فيه بالقول، إنه «في إطار عمل مبعوثية الوكالة اليهودية في روسيا، يتوجهون إلينا بمطالب معينة ونحن نقيم اتصالات دائمة مع الجهات المختصة لنضمن مواصلة قيامنا بمهامنا، من دون أن يتناقض عملنا مع السلطات المحلية. وفي هذه الأيام أيضاً نواصل هذا الجهد».
لكن الحكومة الإسرائيلية اعترفت بوجود أزمة مع روسيا بخصوص الهجرة اليهودية. وأعرب مسؤولون عديدون في تل أبيب عن قلقهم من أن تكون روسيا بدأت تعاقب إسرائيل بسبب سياستها حيال أوكرانيا وسوريا. وأن يكون حظر نشاط الوكالة اليهودية إنذاراً لتغيير أكبر في سياستها تجاه إسرائيل. وقالت إن روسيا تبدي غضباً زائداً من إسرائيل، بسبب القصف في سوريا، رغم أنها تعرف مسبقاً بالضربات وتعرف سبب تنفيذها، كذلك، غاضبة على الدعم الإسرائيلي العسكري لأوكرانيا مع أنها تعرف أنه «محدود ولا يحتوي على أسلحة هجومية». وقد توجهت وزيرة استيعاب المهاجرين الإسرائيلية، بنينا تمنو شاتا، إلى رئيس الوزراء يائير لبيد، أمس الثلاثاء، لإطلاعه على التطورات الجديدة، طالبة منه تدخله لدى الرئاسة الروسية لتغيير القرار ومعالجة أسبابه. وقالت إن «الوكالة اليهودية هي ذراع الحكومة الأساسية في توفير الهجرة اليهودية، ونحن نريد أن يفهم العالم أجمع أنه من حق اليهود أن يهاجروا لإسرائيل، ولا يجوز الإقدام على أي عمل يمنعهم من ذلك في أي مكان». المعروف أن روسيا منعت نشاط الوكالة اليهودية في عهد الاتحاد السوفياتي، وحاربت فكرة الهجرة اليهودية إلى إسرائيل. وفقط في سنة 1989، مع بداية انهيار النظام الشيوعي، سمح للوكالة اليهودية بالعمل. وقد هاجر إلى إسرائيل حوالي مليون مواطن روسي من اليهود أو ذوي العلاقات العائلية مع اليهود. واعتبرت تلك الهجرة انعطافاً في التاريخ الإسرائيلي، زودها بمئات ألوف الأكاديميين المتخصصين في مجالات الطب والثقافة والتكنولوجيا والعلوم.
الشرق الأوسط