شخصية تستحق بجدارة أن تقود المعارضة السياسية في موريتانيا إذ يكاد يتماهى تاريخه الشخصي مع التاريخ السياسي الموريتاني المعاصر فهو يحمل على كتفيه حوالي خمسة عقود من النضال والمعارضة ضد الاستعمار وحكم الحزب الواحد وحكم العسكر بطبعاته المختلفة . كانت بداية وعيه السياسي في أحضان حركة القوميين العرب لكن أحداث 1966 العرقية وانكسار المشروع القومي سنة 1967 فتحت أمامه آفاقا أرحب وأقنعته بانتهاج أساليب ورؤى نضالية جديدة تستلهم تجارب إنسانية أخرى وتراعي في نفس الوقت خصوصيات الواقع المحلي فكانت قرية "توكومادى" البسيطة الوادعة على موعد مع التاريخ لتكون أول " بؤرة ثورية " حيث اجتمعت عدة شخصيات من بينها صاحبنا وأسست حركة سياسية لم تعرف ساحتنا الوطنية حتى الآن مثيلا لها في القدرة على التعبئة والصمود وتطوير التكتيكات السياسية رغم صعوبة النضال في مجتمع متخلف سياسيا واجتماعيا واقتصاديا .
. لكن تلك الحركة استطاعت أن تقض مضجع النظام وان تستقطب بخطابها الثوري شرائح اجتماعية واسعة حتى كان من النادر في تلك الفترة أن يوجد بيت لم يتبنى أحد أفراده فكر الكادحين .
وحين اضطر النظام لتقديم بعض التنازلات المهمة واختيار بعض الرفاق الاندماج في حزب النظام آثر الرجل خط الصمود ومواصلة المشوار رافضا الالتفاف على مسيرة النضال لتظل خاصية الاستعصاء على كل محاولات الترويض و التدجين ملازمة له حتى الآن فكان ضيفا دائما على اغلب سجون البلاد .
أيضا لم تكن حاله مع حكم العسكر الذين وثبوا على السلطة أحسن من حاله مع حكم حزب الشعب فقد جربوا معه سياستي العصا (السجن والنفي ) وسياسة الجزرة (الترغيب ) فلم تجدي معه الأولى ولا الثانية فكان بالنسبة لهم صداعا مزمنا فهو يعرف أكثر من غيره مناوراتهم وألاعيبهم ويعرف كيف ومتى يناور معهم .
فلا عجب أن كان أول من حذر من وقوع انقلاب أغسطس 2008 قبل وقوعه بأيام وكان أول من أعلن معارضته بعد دقائق من وقوعه وظل رافضا لكل ما نتج عن ذلك الانقلاب حتى الآن . فمن هو ؟ . انه السيد محمد المصطفى ولد بدر الدين .