لا تفتأ التسريبات تتوالي حول رتبة الضابط السامي محمد ولد الشيخ محمد أحمد المعروف بالغزواني وحول طبيعة مهامه العسكرية على وجه التحديد ومهامه المتعلقة بتموقعه كثاني شخصية في النظام وكرفيق لدرب محمد ولد عبد العزيز فهنالك أو ساط تنعت الغزواني ببيدق الرئيس وتصفه أخرى ب(الجوكير) وورقة تلعب في كل المقامات الأمنية والعسكرية وحتى الاجتماعية، ويذهب آخرون إلي ان الغزواني هو الشجرة وأن عزيز هو الثمرة وأنه من يمسك بكل الخيوط ومن يدفع عزيز في أي اتجاه شاء وأنه من يقطف ثمار النفوذ بهدوء ومن موقعه الخلفي المريح وأنه حتى في الأمور العسكرية الصرفة عادة ما ينكمش ويتقمص دور منفذ الأوامر رغم أنه يظل صانع الحدث العسكري وملهم القرار ل(القائد الأعلى). والواضح أن هنالك ثنائية غامضة وتكاملية بين الرجلين فكلاهما يتوفر على ما ينقص الآخر وبتكاملهما تتحدد معالم صورة نمطية لهرم الحكم الحقيقي في موريتانيا... والتاريخ يؤكد أن الثنائيات السلطوية تنتهي نهايات مأساوية في أغلب الأحيان لصالح طرف واحد ويتم ذلك في لحظة مفصلية غير متوقعة فمعاوية كان يتهم بأنه ظل ولد هيدالة ومنفذ أوامره حتى كان ما كان... ومصير ثنائيات:
ناصر وعامر والقذافي وجلود والبكر وصدام معلوم.
لا يهمنا كل هذا الذي يهم الآن هو قطع الشك باليقين في رتبة الغزواني وطبيعة مهامه، ففي بداية عهد الجنرالات أطلقوا عليه قبل سنوات العميد ثم صححوا المصطلح وأطلقوا عليه اللواء واليوم منحته الصالونات والمواقع الاعلامية رتبة الفريق، ومنحته رئاسة هيئة الأركان المشتركة وكل واحدة من هذه الصفات تتطلب مرسوما رئاسيا وإشهارا إعلاميا وإنارة الرأي العام كما تتطلب تدقيقا في المصطلحات فهل الرجل عميد؟ أم لواء؟ أم جنرال؟ أم فريق؟ أم مشير؟ وبأي مرسوم منحت له الرتبة؟ ومتى تم ذلك؟ وهل هو قائد أركان الجيش الوطني كما كان؟ أم قائد الأركان المشتركة؟ وهل صدر مرسوم بإنشاء هيئة الأركان المشتركة؟ وهل نشر رسميا؟ وما هي مسوغات إعادة هيكلة القيادة العسكرية؟ وهل ستكون قوة الحرس الرئاسي تابعة للأركان المشتركة؟ أم تظل زائدة متنامية على خصر الجيش تقيم التحصينات الإسمنتية في محيط الرئاسة التي دفع التفاني في (حمايتها) سابقا قائدها إلي الاستيلاء عليها ليصبح حاميها حراميها؟
في جميع الأحوال من حق الشعب أن يعرف رتبة الغزواني وهيكلة قيادة قواته المسلحة فالموضوع أخطر من أن يكون لعبة أصدقاء وأهم من أن ينحط إلي تنابز بالألقاب.
اتهامي/ للرأي المستنير