ترأس وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان السيد ختار ولد الشيباني مساء يوم أمس ال 2 يونيو 2022 ضمن الاحتفالات الباذخة التي أطلقها المدير العام للإذاعة منذ أسبوع بمناسبة ترميم مقرها بمدينة كيفه ما سماه المنظمون بلقاء مع الشباب والفاعلين وممثلي تشكيلات المجتمع المدني بهدف تدارس أوضاع القطاع بالولاية.
وفي هذا الصدد استمع الوزير إلى عشرات المتدخلين الذين وجهوا إليه سيلا من المطالب، وطرحوا مشاكل بالجملة.
وقد حاول الوزير الرد على جوانب ثانوية جدا مما استمع إليه تمحورت حول التسويف والدراسة والنظر إن شاء الله.
وهي ردود لم يخف أي من الحاضرين صدمته منها لما تميزت به من الأساليب العائمة، الفضفاضة فلم تخلف أدنى أثر من إقناع الحاضرين.
الوزير بدا غير مكترث بأي أمر جاد؛ حين تغاضى عن أسئلة وجيهة ومحددة وجهتها بعض الصحف المحلية، وطرحها فاعلون معروفون في مدينة كيفه حول مظاهر الإسراف في هذه التظاهرة وفي موضوع تمنع الإعلام المحلي عن الانفتاح وأسباب الهجوم المجاني لمدير الإذاعة - وهي الخدمة العمومية- على المعارضة في كلمته المفتتحة للتدشين وغير ذلك من الأسئلة والمداخلات الجادة.
هناك ظهر الوزير الشاب وهو ينتمي إلى الزمن البائد الذي لا يأنس فيه الوزير لغير عبارات التمجيد والثناء ورسم اللوحات الوردية لسير الشؤون العامة مهما كانت سوداويتها، ولا يروم غير إشارات الرضا والتملق وقلب الحقائق.
فضل الوزير احتقار هذا الصنف من المتدخلين والتغاضي عما طرح والقفز إلى الأسئلة الثانوية التافهة، التي لا تخلف أي إزعاج أو تَكَلُّف في الإجابة.
والمفارقة هو أن ما تجاهله الوزير هو ما كان محل تصفيق وتفاعل المئات من الحاضرين فهل نسي الرجل حديث التوزير أن هذا العهد - فيما يعلنه النظام الذي عينه - هو عهد التهدئة وتقريب الخدمات والمكاشفة ونبذ الحساسية مما يُطرح والاستماع للجميع؟