حين علم فقراء مدينة كيفه أن يوم السبت الموافق 9 ابريل 2022 هو موعد توزيع السمك الحكومي المجاني في ما يسمى عملية رمضان تنادوا بكرة إلى مقر الشركة للاستفادة من هذا الطعام،ثم وصل والي لعصابه السيد محمد ولد أحمد مولود وحاكم مقاطعة كيفه وعمدة المدينة لتقديم الحصص الأولى أمام العدسات؛ حيث أكد الوالي أن هذا التدخل يدخل في إطار اهتمام السلطات الدائم بمساعدة الفئات الأكثر هشاشة.
غير أن ردود أفعال المئات من المواطنين الطامعين في الاستفادة كانت مدوية وغاضبة حين علموا بأن الكمية لا تتجاوز 10 أطنان لعموم ولاية لعصابه وأن بلدية كيفه على ضخامتها ستجد 600كغ فقط.
المواطنون طالبوا بمسك الحكومة لهبتها معتبرين أن الخطوة استفزازية واستهتارا بهم ،وأنها لا تساوي مثقال ذرة من حاجتهم.
إنه الأمر الذي اضطر عمدة بلدية كيفه السيد جمال ولد كبود إلى صعود ظهر سيارته وخطب في المواطنين مقدما شروحا للعملية، ومبرزا أنها تستهدف أصحاب الحاجة وليس الجميع وحاول من تهدئة الغاضبين.
هذا التدخل الذي لم يمثل أكثر 10% من مثيله سنة 2020 أوقع السلطات في مأزق وأصاب العمد بالدوار فهم لا يعرفون كيف يوزعون حصصهم على هذه القوافل البشرية الهائجة الجائعة.
مواطنون طالبوا رئيس الجمهورية برد هذا السمك إلى البحر وآخرون أخذوا في توزيع الاتهامات في كل الاتجاهات.
هي مظاهر مروعة ترمز بكثير من المعاني إلى عمق الأزمة الاجتماعية التي يعيشها السكان في هذه الظروف العصيبة وتعلقهم لحاجتهم الماسة بكل بارقة منفعة أنى تكون ومهما يكن حجمها.