يحتشد سكان ولاية تيرس زمور هذه الأيام على منزل الوالي المحول السيد إسلم ولد سيدي؛ فمنذ اللحظات الأولى لتسرب النبأ وهو يستقبل مئات المواطنين فرادى وجماعات؛ موالاة ومعارضة؛ نقابات عمالية: ( مناديب العمال؛ اتحاديات: التجار؛ المنمين؛ المنقبين؛ الجزارين؛ المزارعين... إلخ)؛ تكتلات اجتماعية؛ جمعيات غير حكومية؛ حقوقيين؛ أرامل؛ أيتام؛ فضلا عن أئمة المساجد ورؤساء المصالح الجهوية ونشطاء المجتمع المدني وغيرهم.....
لقد استطاع هذا الوالي بحكمته المشهودة وقدرته الفائقة في تسيير الأزمات وموهبته الفذة في المزاوجة والموازنة بين استحضار هيبة الدولة وسلطتها من جهة؛ وتسخير تلك السلطة لحماية مصالح المواطنين والدفاع عن حقوقهم دون شطط أو غلظة في القول أو ظلم أو طغيان من جهة أخرى؛ فهو لا يجامل القوي الظالم؛ ولا يداهن الصديق ولا القريب على حساب العدالة؛ متواضع في غير ابتذال؛ يجد فيه الضعفة والمساكين الدفء العائلي والحنان الأبوي؛ يلجأ إليه المحاويج وأصحاب المظالم؛ يضمد جراحاتهم ويواسيهم في أزماتهم؛ ينحاز إلى الطبقات الهشة والمطحونة؛ وهو إلى ذلك متخصص في إطفاء الأزمات؛ سواء كانت ذات طابع أمني( مشاكل الحدود؛ التهريب؛ الاحتكاكات الدائمة بين المنقبين و الجيش؛ دخول المنقبين إلى الأراضي الجزائرية وما يترتب على ذلك من اعتقالات للمواطنين الموريتانيين وربما تعرضهم أحيانا لطلقات نارية؛ ظلال الصراع المغربي الصحراوي؛ تهريب بعض المواد الغذائية من الأراضي الصحراوية إلى الأراضي الموريتانية وإدارة تلك الإشكالات مع الجمارك للمحافظة على ضبط الحدود واستفادة الخزينة العامة من الجمركة دون أن يؤثر ذلك على مصالح سكان تيرس زمور في ثبوت الأسعار إلى الحدود الدنيا؛ أزمة كورونا والحظر المترتب عليها وتسييرها مع القطاعات الصحية واسنيم والتجار وأصحاب المخابز؛ أزمات المياه والكهرباء والضغوط الهائلة التي جلبها تضاعف عدد السكان بشكل مذهل خلال فترة وجيزة؛ وما خلقه ذلك من نقص حاد في الموارد المائية والكهربائية؛ الهواجس البيئية لدى السكان الناتجة عن معالجة مخلفات التعدين الأهلي واتخاذ القرار الصعب بإبعاد مصانع المعالجة حوالي 200 كلم عن المدينة والتنسيق مع وزارة البيئة والتنمية المستدامة للبحث عن بدائل صديقة للبيئة للمعالجة؛ والحرص على التشاور مع المجتمع المدني والمنمين ووجهاء المدينة وقطاعات المعادن والصحة والمياه لخلق أكبر قدر ممكن من التوافق والتوازن بين ضرورة استغلال الدولة لمواردها وما يعكسه ذلك من آثار إيجابية على ولاية تيرس زمور؛ وفي نفس الوقت حماية السكان من الآثار السلبية لاستخراج المعادن استلهاما لروح توجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خلال زيارته للولاية؛.. والمشاكل العقارية المزمنة وتخطيط المدينة وفتح الشوارع.... إلخ)
كل تلك الأزمات وغيرها إلى جانب إطفاء مئات النزاعات القبلية والشرائحية والعمالية وفرض هيبة الدولة في تسيير الأزمات مع المنقبين وبين المنقبين أنفسهم مع الناقلين وأصحاب المطاحن والوقوف أمام تغول رجال الأعمال والتصدي لمحاولات البعض مص دماء صغار العاملين في التنقيب الذين لا يملكون الحد الأدنى من القدرة على المنافسة والصمود؛ بالإضافة إلى أنه تمكن بجهود جبارة من المحافظة على مصلحة الدولة في فرض بيع الذهب للبنك المركزي؛ بحيث وصلت المبيعات للبنك المركزي إلى آلاف الأطنان؛ وغير ذلك كثير جدا... عشرات الأزمات الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي وجدت الحلول المناسبة وتركت أثرها العميق في نفوس سكان ولاية تيرس زمور حتى جعلتهم يحتشدون منذ أيام ليلا ونهارا على منزل السيد إسلم ولد سيدي بمختلف أطيافهم وتشكيلاتهم ويعبرون بأساليب مختلفة؛ لكنها مؤثرة عن محبتهم للوالي وغبطتهم لإخوتهم في الحوض الشرقي الذين امتن الله عليهم في هذا الظرف الوطني الخاص بالسيد الوالي إسلم ولد سيدي.
فهنيئا لساكنة الحوض الشرقي وعزاء أهل تيرس زمور أنهم سيستقبلون بعد أيام خلفه الوالي الجديد محمد المختار ولد عبدي الذي خبروه حاكما لمدينة ازويرات في فترات صعبة خلال السنوات الماضية فأبلى بلاء حسنا؛ فهو خير خلف لخير سلف.
محمد المختار محمد المصطفى