عقد النائب البرلماني ورئيس حركة إيرا الحقوقية السيد بيرام الداه أعبيد مؤخرا اجتماعا كبيرا في قرية "لهبيله" بمنطقة أفله في مقاطعة تامشكط استجابة لدعوة الوجه التقليدي السيد مصطفى السالك في مهمة التوسط بين بعض الأهالي لنزع فتيل نزاعات عقارية هناك.
بيرام كان محل حفاوة منقطعة النظير ؛ واجتمع حوله أبرز وجوه المنطقة الذين كان إلى وقت قريب يمثل في أذهانهم خطرا على الوطن وعلى الوحدة والسكينة، فضلا عن تهديده المباشر لنفوذهم ومصالحهم الخاصة. لقد صغوا إليه بكل جوارحهم وتفاجأوا من خطابه الجامع الرصين، وأسلوبه المهذب المتوازن خلال هذا الاجتماع؛ ممزقا بذلك الصورة النمطية عند هؤلاء اتجاهه؛ مما أذهلهم وأخذوا يتساءلون هل هو البيرام الذي نعرفه؟ !
هذه المساعي التي كلف بها بيرام في أكبر خزان انتخابي بمقاطعة تامشكط في أكثر الجيوب فقرا لم يستطع أن يضطلع بها هناك زعيم قبيلة أو إطار أو منتخب أو منظمة أو حزب سياسي ، فاختار أصحاب المبادرة بيرام للمهمة، وهناك تنادى كثيرون من سكان أفله لعرض مشاكلهم وهمومهم على الرجل وعرضوا ما لديهم من نزاعات آملين أن يأتي الحل على يده !
إن قيام الشخصية التقليدية ولد مصطفى السالك بهذا المسعى وحضور تلك الوجوه لهذا اللقاء الذي تحول إلى تظاهرة كبيرة حول "مصلح" يرجى أن يضمد الجراح ويصلح ذات البين لهي مسألة تستحق الكثير من الاهتمام وتثير أسئلة هامة وتنبئ عن تحولات عميقة تلوح في الأفق.
إنها تقود إلى الاعتقاد بأن "الفاعلين القدماء" وقادة الرأي بالمقاطعة بدأوا في الاضمحلال وانتهت صلاحيتهم ،ولم يعد أي منهم ذا تأثير يذكر في المقاطعة خاصة اتجاه الملفات الكبيرة !
فهل نحن أمام انتفاضة ستمسح الطاولة خلال الانتخابات القادمة وتزيح قادة المشهد المسيطرين منذ زمن ؟
المراقبون بعد هذا الدخول المدوي لبيرام في ظل تواري البارونات الكبيرة في المقاطعة عن الأنظار يرون أن الأهداف الخلفية للسيد بيرام من هذه المهمة ستكون سهلة المنال حين يقترب الوقت، وأن إرهاصات التحول السياسي بالمنطقة باتت وشيكة فعقود من استغلال القوة الناخبة، الكادحة بهذه المنطقة ودون مقابل بدأت تنقضي !