حين انطلقت شبكة مياه مدينة كيفه عام 2003 قامت خيرية رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو بإدخال الحنفيات لثلاثة آلاف أسرة فقيرة ولأن التجهيزات التي استخدمت في هذا العملية كانت من طراز جيد ،والفنيات التي أتبعت كانت متقنة لازالت هذه الحنفيات تسقي ملاكها حتى بعد أن جفت المياه في أغلب أحياء المدينة.
آلاف المكفوفين أبصروا النور في مدن وأرياف هذه الولاية على يد أطباء الرجل الذين بلغت بهم التضحية وحالفهم التوفيق حتى عالجوا العميان يومئذ في البوادي داخل الخيام والأخبية.
تلكم معشر الكيفاويون ثانوية بوعماتو الشامخة بغرفها وحجراتها ودهاليزها وقد خرجت الآلاف من أبنائنا من أعلى تلك "التميشة" القاسية، الوعرة.
الرجل فعل ذلك وهو المنتمي إلى ولاية بعيدة، فعل ذلك دون مَنِّ و لا أذى . فعل ذلك لا يريد ثمنا سياسيا، ولا يبتغي غاية دنيوية.
تذكرت اليد البيضاء لهذا الرجل على هذه المدينة "الشرقية" التي خذلها الأقربون وخانها الأبناء .
رجال أعمالها لاهون في جمع الأموال بكل الطرق والشبع حتى الثمالة رغم جوع الجيران والأهل.
إنهم فقط أدوات لتأجيج الصراعات البينية في الحملات السياسية لاسترضاء الأنظمة والتحريض على التدابر وتفكيك لحمة المجتمع؛ ذلك وحده هو ما جلبوه لهذه المدينة العقيمة.
لسان حال المدينة يقول شكرا ، شكرا بوعماتو.
عبدالله ولد الحافظ