طالب 660 إماراتيا مريضا بنقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بتوفير جهة حكومية أو خيرية لمساعدتهم على الزواج والعمل، مستندين إلى رأي طبي بأن المرض أصبح في ظل العلاج كأي مرض مزمن يمكن التعايش معه.
وقال د. عبد الله الاستادي رئيس قسم الأمراض المعدية بهيئة الصحة في دبي إنه يتلقى اتصالات من عدد كبير من هؤلاء المرضى الذين يزيد عددهم عن 660 يطلبون فيها مساعدته في الزواج.
وأوضح أنهم يرغبون في إيجاد جهة حكومية تهتم بشؤون مرضى الإيدز وتوفر لهم فرص العمل والزواج، محذرا من أن عدم تزويج مرضى أغلبهم في سن الشباب قد يدفعهم إلى الانحراف بحسب صحيفة "الإمارات اليوم".
من جانبها ذكرت إحدى المريضات -40 عاما- اللاتي طلبن مساعدة الاستادي في الزواج، أنها أصيبت بالفيروس خلال خضوعها لعملية جراحية بالخارج، وقبل خمس سنوات ارتبطت بشاب مناسب واتفقا على الزواج وعندما تقدما لمركز فحوص ما قبل الزواج اكتشفت إصابتها بالفيروس.
وأضافت: "عندما علم خطيبي بالأمر قرر التخلي عني وتركني أعاني أقسى أيام حياتي بمفردي، ولكن بعد خمس سنوات من العلاج اكتشفت أن الإيدز صار مرضا عاديا لن يقتلني ولن يجعلني حبيسة المستشفيات، ووجدت أن من حقي البحث عن شريك حياتي، ولذلك طلبت من د. الأستادي أن يساعدني في الارتباط بشخص مصاب بالفيروس، بعدما عجزت عن العثور على جهة حكومية أو خيرية تزوج مرضى الإيدز".
وفي هذا الصدد كشفت رئيسة قسم الأمراض المعدية بهيئة الصحة في أبو ظبي، د. فريدة الحوسني، عن أن ثلاث حالات لمصابين بالإيدز تزوجوا خلال العامين الماضيين من غير مريضات، ويعيشون حياة سعيدة.
وشددت على أن المرض صار كباقي الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط، وأن الطب الحديث مكّن هؤلاء من الزواج دون انتقال الفيروس بشرط تطبيق الوقاية الكاملة.
من جانبها قالت المنسق الإقليمي السابق لبرنامج الإيدز في الدول العربية خديجة معلى: "الإيدز أصبح أقل خطورة من أمراض أخرى عديدة، والفيروس أصبح عديم الخطر تقريبا، لو التزم المريض بالعلاج، ويكفي القول إن لدينا مرضى بالإيدز يحملون الفيروس منذ أكثر من 30 عاما، أي منذ اكتشافه في العالم ويتمتعون بصحة جيدة".
في المقابل رفض د. جمال المطوع استشاري الصحة العامة والوبائيات زواج طرف مريض من آخر صحيح، خشية أن يتساهلا في الإجراءات الوقائية وهو ما قد يتسبب في نقل العدوى.
وعن الموقف الشرعي من هذه القضية أجاز كبير المفتين في دبي د. أحمد بن عبد العزيز الحداد، زواج شخص مصاب بالإيدز من آخر صحيح، بشرط تأكيد أطباء موثوق فيهم أن هذا الزواج لن يكون سببا في نقل العدوى إلى الشخص السليم.
ويعاني مريض الإيدز من الشعور بالاغتراب النفسي نتيجة الرفض الأسري والمجتمعي، الناتجة عن تصور الغالبية العظمى أن الإصابة بالمرض ناتجة عن الممارسة غير الشرعية للجنس.
وتشير إحصاءات إعلامية أن عدد المرضى بلغ 660 مريضا، في حين كان آخر رقم معلن 466 مصابا، بخلاف الحالات غير المسجلة، والمرضى الوافدين الذين تتم إعادتهم إلى بلادهم، فور اكتشاف الإصابة.